أدباء الغد

أدباء الغد
        

ما أجمل الورد

          نزلت سها إلى حديقة منزلها لتلعب مع صديقتها منى بالكرة، تدحرجت الكرة من منى واختفت تحت شجرة الورد بحثت منى عن الكرة كثيرًا فلم تجدها نادت على سها لتبحث معها. وجدت سها الكرة فأخذتها ولعبت بها ورأت منى أن شجرة الورد عليها ورد كثير. قطفت منى من الشجرة وردة حمراء وراحت تنظر إليها ثم قالت: انظري يا سها هذه الوردة ما أجمل لونها وما ألطف رائحتها، نظرت سها إلى الوردة بإشفاق ثم قالت: لماذا قطفتها يا منى لقد كانت وهي فوق الشجرة أجمل؟! ضحكت منى وقالت : لماذا أنت متأثرة هكذا؟ لقد خلق الله الورد لنقطفه ونتمتع به، قالت سها: بل خلقه ليسبح بحمده ويزين الشجرة والحديقة والمنزل لا لنقطفه ونلهو به ثم نلقيه على الأرض وندوسه بالأقدام. لم تقتنع منى بكلام سها وقطفت أوراق الزهرة، فقالت سها: لقد أخطأت مرتين يا منى، الأولى عندما قطفت الوردة والثانية عندما نثرتيها على الأرض، فلا أنت اعتنيت بها أو تركتيها فوق الشجرة زينة للناظرين. خجلت منى من نفسها ووعدت صديقتها ألا تقطف الورد إلا إذا أرادت أن تزين به حجرتها.

قصة ورسم: آمنة محمد عادل - مصر

«دجوا» الماشي على الحبل

          كان في زمن ليس بعيدًا عن زمننا هذا، ولد يدعى «دجوا» يعيش مع أخته «نتاليا» التي كانت تعمل في سيرك والتي كانت تقدم عروضًا جميلة، تمشي على الحبل، ترقص فوق عجلة وغير ذلك من الأعمال الرائعة.

          وكان أخوها يساعدها في تجهيز نفسها، لكنه كان يهوى المشي على الحبل، كان يجرب هذا لكنه كان يفشل دائما ويقوم ببعض الأخطاء التي كانت تحدث مشكلات مع مدير السيرك الذي قال لنتاليا في يوم من الأيام، إنه سيخصم من راتبها بسبب أخطاء أخيها فسمع دجوا بهذا الأمر، ولم تهن عليه معاناة أخته المسكينة فقرر ترك السيرك والسفر بعيدا.

          ذهب إلى إنجلترا حيث تعرف على «إيريك» الذي كان يدير سيركا مشهورا وكان يحب دجوا كثيرا لأنه كان يشبه أخاه الذي توفي إثر حادث مرور. ساعد إيريك الشاب دجوا على تعلم المشي على الحبل ثم وظفه عنده، وكان لاعبا ماهرا يحبه الكبار والصغار، بعد مدة من الزمن، أراد دجوا أن يعود إلى أخته بعدما أصبح ثريا وقام بتأسيس سيرك أسماه «نتاليا» على اسم أخته.

          ذهب دجوا إلى السيرك الذي كان يعمل فيه مع أخته في السابق، فقالوا له إنها في بيتها، فذهب إلى هناك فلم يجد أحدا فسأل جارها فقال له: إنها مريضة في المستشفى، فأسرع إلى هناك حيث قال له الطبيب إنها تحتاج إلى عملية جراحية  تستوجب مالا كثيرا.

          أحضر دجوا المال وأجرت نتاليا الجراحة وشفيت، فاقترح عليها أخوها أن تقوم بإدارة السيرك الذي أسماه باسمها، بينما هو يتابع عمله معها كماشٍ على الحبل لأنه كان يهوى هذا العمل منذ الصغر.

مالكي هيبة شيماء
وهران - الجزائر