حكايات كورية (هدية العدد)

حكايات كورية (هدية العدد)
        

نَهْرُ الذَّهَب

          منذ الطفولةِ المبكِّرةِ، كان «يي أوكنيون»، حاكم إقليم «كائيسونج»، في مملكة «كوريو» القديمة، مقرَّبًا جدًّا إلى أخيه الأصغر «يي جونيون».

          ذات يوم، وبينما الشقيقان يمرَّان في طريق قرب ضفةِ نهْر «هان»، وجدا بعضَ قطع الذَّهب ملقاة على الأرض. قرَّر الشقيقان اقتسامَ القطع الذهبيةِ. واستكملا طريقهُما نحوَ النهر، يريدان عبورَه إلى الضفة الأخرى.

          ركبِ الشقيقان العبَّارة التي تُقِلُّ المسافرين إلى الضفة الأخرى من نهر «هان»، وعند منتصف النهر، فوجئ  «يي أوكنيون» بأن شقيقه الأصغر«يي جونيون» يرمي بنصيبه من الذهب في قاع المياه، فسأله عن السبب!  

          أجاب «يي جونيون» بأنه يعلم أن الذهبَ ثمينٌ، لكنه يعلمُ أيضا أن صداقتهما وأخوتهما أثمن من الذهب. لقد وسوس الشيطان له، حين عثرا معًا على الذهب، أنه لو كان بمفرده ولم يكن شقيقه الأكبر معه، لكان له الذهبُ كله. وأحسَّ أن هذه الغيرة التي جاءته قد تضر بالعلاقة الحسنة بينهما، فرمى بنصيبه من الذهب إلى النهر.

          حين سمع «يي أوكنيون» كلمات أخيه الأصغر «يي جونيون»، اتفقَ معه على أن صداقتَهُما أثمنُ من الذهب، ورمى بنصيبه هو أيضا إلى قاع المياه.

          ومنذ ذلك الحين، يسمى ذلك الجزءُ من نهر «هان»: «تو كوم تان»، ومعناه «تيار المياه الذي جرى فيه الذهب»!

تحت الشمس الحارقة

          ذهب بائعُ أدواتِ الرسم والكتابة، وهو يحمل فرشاة وألوانًا وأوراقًا، إلى مدرسة قروية. وحين وصل إلى المدرسة وجد الأطفال يقرأون كتبهم في الظل، إلا صبيا واحدًا جلس يذاكر دروسَه تحت الشمس الحارقةِ!

          سألَ البائعُ الصبي: كم عمرُك؟

          رد الصبيُّ : عمري سبع سنوات.

          سأل البائعُ الصبي مرة أخرى: لماذا تقرأ كتابك تحت الشمس الحارقة، بينما يقرأ زملاؤك التلاميذ كتبهم في قلب الظلِّ البارد؟

          مسحَ الصبيُّ عرقه وأجاب البائع بأدب: إن عائلتي فقيرة، وأبي يعمل أجيرًا لأنه لا يمتلكُ قطعة أرض أو متجرًا، وهو يعمل بجد حتى يدفعَ رسوم المدرسة. إن أبي يدفع ثمن الفرشاة وثمن الأحبار وثمن الأوراق التي أستخدمها في دراستي، بفضل العرق الذي يسيلُ على جبينه من العمل تحت الشمس الحارقة في عز أيام الصيف. لهذا أقرأ كتابي تحت الشمس الحارقة.

          مدح بائع أدوات الرسم والكتابة الصبي، على ذكائِه ومشاعره تجاه والده، وأعطاه مجانا أفضل فرشاة للكتابة لديه مكافأة له.

حبُّ الأم

          كان هناك ابنٌ عاق، توفي أبوه، وربته أمه. ولكن حين كبرت الأم وأصبحت عجوزًا، أخذ الابن يتكاسلُ في خدمتها. وكان كلما كبُرَ عمرُها أكثر تكاسل هو أكثر!

          ذات يوم قال الابن لأمه: ألا تحبين الذهاب إلى النهر معي اليوم؟

          أجابت الأم مسرورة بصحبة ابنها الذي تحبه: بالطبع أود ذلك.

          قال الابن: الأسماك في النهر جميلة جدًا، وأنا أدعوك لمشاهدتها.

          كان الابن يخطط بقسوة لإلقاء أمه في النهر للتخلص منها!

          حين وصلت الأم مع ابنها إلى حافة النهر، طلبَ الابنُ القاسي من أمِّه الحنون أن تقترب وتنظر لأسفل حيث تلعب الأسماك الملونة.

          انحنت الأم، توجِّه النظرَ، وتمعنُ البصرَ في الأسماك الملونة. كانت الأم تمسك بيدها يد ابنها، حاول الابن أن يترك يده من يدها، لكن الأم بحركة لا إرادية أمسكت ثياب ابنها حتى لا تقع!

          كان هناك رجلٌ يمرُّ وشاهد الحكاية من البداية إلى لحظة محاولة الابن أن يترك يد أمه لتقع في النهر، فاقترب وهو يريد أن يرفع قبضته ليضرب ذلك الولد العاق قاسي القلب.

          لكن الأم وقفت بينهما، لتحمي الابن، قائلة للرجل أن يترك ابنها، لأنه لم يفعل شيئا يستحق العقاب! رد الرجل وهو متعجب أشد العجب: لكنه كان على وشك أن يدفع بك يا سيدتي لتقعي في النهر؟

          لكن الأم أخذت يد ابنها وبدأت تبتعد وهي تقول: أنت مخطئ. لقد كدتُ أنا أن أقع في النهر، لكن ابني العزيز الذي أحبه كثيرًا ساعدني على تجنب السقوط في المياه.

          لم يستطع الابن أن يرفع رأسه في وجه أمه من الخجل، وذهب مع أمه وهو يَعِد نفسه أن يعوضَها عن معاملته القاسية، بينما مضى الرجل دون أن يتحدث والدهشة تعلو وجهه!

البذرةُ السحرية

          كان «هونج ـ بو» الشقيق الأصغر لأخيه «نول ـ بو». وقد عانت عائلة «هونج ـ بو» من الفقر الشديد بعد وفاة والدهما، في حين عاشت عائلة «نول ـ بو» سعيدة وثرية لأن «نول ـ بو» احتفظ لنفسه ببيت أبيه الراحل.

          في أحد أيام فصل الربيع عاد «هونج ـ بو» إلى بيته، بعد أن عمل طوال النهار في أحد الحقول القريبة. شاهد «هونج ـ بو» ثعبانا في إحدى زوايا البيت.  طارد «هونج ـ بو» الثعبان بالعصا واكتشف أن الثعبان قد أكل الطيور التي على الشجرة. وجد «هونج ـ بو» عصفورًا مكسور الساق في ركن من العش الخالي. أخذ «هونج ـ بو» العصفور، وربط ساقه المكسورة بالخيط، وأطلقه في الهواء. عاد العصفور إلى عشه، حيث كان الصغار بانتظاره، فأخذ يطعمها وهي فرحة. وفي نهاية الخريف عاد العصفور مع باقي الطيور التي تزور كل ربيع وصيف المنطقة الجنوبية التي يسكن فيها «هونج ـ بو».

          شعر «هونج ـ بو» وعائلته بالسعادة الغامرة حين عادت الطيور في الربيع التالي، وحط الطائر نفسه فوق سطح بيت «هونج ـ بو» وأخذ يغني بصوت صادح وعال. ثم طار العصفور مرات حول الفناء. وحين رأى «هونج ـ بو» خارجًا للفناء أسقط الطائر بذرة من فمه عند قدمي «هونج ـ بو» ثم طار مبتعدًا.

          غرس «هونج ـ بو» البذرة وأخذ يرعاها بعناية بمساعدة أسرته، وانتظروا قدوم شهر الحصاد في فصل الخريف.

          شعر «هونج ـ بو» وعائلته بسعادة غامرة حين شاهدوا الطيور تعود، لأن ذلك يعني أن الشتاء الطويل أوشك على الانتهاء، ومعه ينتهي البرد القارس.

          ذات يوم دافئ حان موعد الحصاد، وأهدت البذرة التي منحها العصفور إلى «هونج ـ بو» ثلاث ثمار، وهو ما أدهش «هونج ـ بو» وعائلته بسبب السرعة التي نبتت فيها البذرة حتى تحولت إلى شجرة مثمرة! وحين نضجت الثمار بما يكفي لأكلها، استخدم «هونج ـ بو» منشارًا ضخمًا كي يقسم الثمرة الكبيرة لتوزيعها على أطفاله. وكانت المفاجأة أن قلب الثمرة كان مملوءًا بالعملات الفضية والذهبية بدلاً من البذور. كما كانت الشعيرات الداخلية للثمرة من الحرير الخالص.  بعد ذلك استمرت دهشة الأسرة السعيدة، حين خرجت من قلب الثمرة الثانية حقيبة من الأرز يستطيعون زرعها لموسم كامل. أما الثمرة الثالثة فخرج منها مئات من النجارين الصغار الذين انطلقوا لبناء بيتٍ رائع الجمال، له سقف من البلاطات المنسقة، وبوابة ضخمة، وسور كبير، ورقص «هونج ـ بو» وعائلته لأنهم أصبحوا أغنياء. وصلت أنباء ثروة «هونج ـ بو» إلى أخيه «نول ـ بو»، فقرر أن يزور أخاه ليشاهد بنفسه مظاهر الثروة، ويعرف مصدرها. وما إن وصل الأخ الأناني حتى شعر بالغضب. فعلى الرغم من أن أخاه «هونج ـ بو» رحب به فاتحًا ذراعيه، لكن «نول ـ بو» ابتعد عنه وهو يقول: لابد أنك سرقتَ أحدًا حتى تصبح غنيا بين يوم وليلة! أخبرني الحقيقة!

          حكى «هونج ـ بو» حكاية الثعبان والعصفور والبذرة والشجرة والثمرة والثروة.

          عاد «نول ـ بو» إلى بيته وهو يحلم بالعصافير والبذور السحرية. وانتظر الربيع القادم مع زوجته، حتى شاهدا زوجًا من العصافير يبحثان عن مكان ليبنيا فيه عشًا لهما. نثر الزوجان الحبوب على الأرض وعلى السقف على أمل أن يجذبا اهتمام العصفورين. وأخيرًا بنى زوج العصافير العش، وبعد وقت قصير أصبح لدى الزوجين عصافير صغار.

          انتظر «نول ـ بو»  أن يأتي ثعبان فيهاجم العش وينقذ الصغار، ولكن صبره نفد ولم يأت الثعبان!

          أخذ «نول ـ بو» أحد العصافير الصغيرة وكسر ساقه، وربط الساق بعد ذلك، وأطلق الطائر وهو يقول:

          انطلق أيها العصفور الصغير، لقد ربطت ساقك المكسورة، فأحضر لي في الربيع القادم البذور السحرية. ثم وضع «نول ـ بو» العصفور في العش مرة أخرى. وفي الخريف غادر العصفور مع باقي السرب باتجاه الجنوب.

          في الربيع التالي شاهد «نول ـ بو» العصفور يعود. ودار العصفور في الهواء، ثم أسقط بذرة وابتعد. نادى «نول ـ بو» على زوجته وهو يشعر بالإثارة. وقاما بزراعة البذرة. وانتظرا الصيف كله حتى يأتي موعد الحصاد في الخريف. وبالفعل أصبحت البذرة شجرة كبيرة. وكبرت على الأغصان ثلاث ثمار ضخمة.

          حان وقت فتح الثمار، بعد أن قضى «نول ـ بو» الصيف بطوله يتحدث عن الثروة القادمة.

          لكن الثمرة الأولى خرج منها مئات الشحاذين والمتسولين الذين دخلوا بيت «نول ـ بو» وحديقته وأكلوا وأخذوا كل شيء وجدوه!

          صرخ «نول ـ بو»: هذا مستحيل. لا بد أن هناك خطأ. أين الذهب؟

          قالت زوجته وقد أصابها الرعب: لابد أنه في الثمرة الثانية.

          قام الزوجان بقطع الثمرة الثانية بالمنشار، ولكنهما وجدا ترابًا أسود اللون يخرج من الثمرة ليغطي كل شيء حولهما، حتى وصل إلى رأسيهما!

          بصعوبة بالغة أزاح الزوجان التراب، وخرجا من تحته زحفًا، وقطعا الثمرة الثالثة. وإذا بطاحونة تخرج فتحطم البيت تماما.

          وبعد قليل اختفت الطاحونة، وذهب الشحاذون والمتسولون. لم يبق شيء حول «نول ـ بو»   وزوجته!

          وصلت أنباء الكارثة إلى «هونج ـ بو» فسارع مع عائلته لنجدة أخيه، وأخرجه هو وزوجته من تحت الأنقاض. وأعطى «هونج ـ بو» الماء إلى أخيه وزوجته. فتح «نول ـ بو» عينيه وهو يبكي من الحسرة. وأخذ أخاه بين ذراعيه يحتضنه وهو يقول: أنا كنت مخطئا، يا «هونج ـ بو» حين أدرت لك ظهري ولم أساعدك. أنا كنت أنانيًا، يا «هونج ـ بو» حين لم أقف بجانبك حين كنت بحاجة إلي. أرجوك سامحني. سامح «هونج ـ بو» أخاه وعاد الشقيقان إلى عهدهما وهما ينعمان بالصداقة المتينة.

حكاية ضفدع صغير

          منذ زمن بعيد، وفي قرية كـورية صغيرة، عاش الضفدع الصغير «تشونج كاي جوري» مع أمه. أحب الضفدع الصغير «تشونج كاي جوري» أمه، لكنه كان كثير الشغب، ويفعل دائمًا عكس ما يؤمر به.

          قالت له الأم ذات مرة: الجو دافئ والشمس ساطعة. لماذا لا تذهب للعب في المياه مع الأصدقاء؟

          لكن الضفدع الصغير «تشونج كاي جوري»، بدلاً من سماع كلام أمه،  وبدلاً من الذهاب للعب في المياه مع الأصدقاء، اتجه إلى الهضبة البعيدة.

          في اليوم التالي قالت الضفدعة الأم لابنها الضفدع الصغير«تشونج كاي جوري»: لا تخرج وتذهب بعيدًا عني يا «تشونج كاي جوري»، فقد عرفت أن ثعابين كثيرة في الخارج اليوم.

          لكن الضفدع الصغير «تشونج كاي جوري»، بدلاً من سماع كلام أمه،   وبدلا من البقاء بجانبها ذهب للعب في المياه مع الأصدقاء، وطلب منهم أن يشاركوه في مغامرة البحث عن الثعابين!

          استمر سلوك الضفدع الصغير «تشونج كاي جوري» يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، حتى مرضت الضفدعة الأم. ومع ذلك لم يبق الابن بجانب أمه ليرعاها! ولم يكن يتحدث بهدوء حتى تنعم بالراحة. والضفدعة الأم تزداد حالتها سوءًا من المرض والألم. بل تأكد لها أنها لن تشفى مرة أخرى!

          عرفت الضفدعة الأم أنها ستموت، وكانت تريد أن تدفن على الهضبة، فطلبت من ابنها الضفدع الصغير «تشونج كاي جوري» أن يدفنها في المياه، وهي متأكدة أنه سيعارض وصيتها.

          بعد وفاة الأم، حزن الضفدع الصغير «تشونج كاي جوري» وقال لنفسه: لقد تسببت بموت أمي، ولم أستمع إلى نصائحها أبدًا، ولكنني اليوم سأتبع وصيتها، وأدفنها في المياه. كان يظن أنه فعل الشيء الصواب، وظل يأتي إلى المياه كل يوم يتذكر أمه ويبكي عليها.

          ذات يوم من أيام الصيف، أمطرت السماء مطرًا شديدًا، وعرف الضفدع الصغير «تشونج كاي جوري» أن المياه الشديدة ستدفع بجثة أمه خارج البركة، إلى أعلى الهضبة. فأخذ يبكي.

          ومنذ ذلك الوقت وكلما أمطرت السماء مطرًا شديدًا صرخت الضفادع الخضراء وبكت. ومنذ ذلك الزمان والناس في كوريا كلما وجدوا شخصًا يفعل عكس ما يطلب منه يسمونه : «تشونج كاي جوري»!

خاتمة الحكايات

صديقاتي، وأصدقائي،
قرَّاء العربي الصغير في كل مكان:

          القصص التي قرأتموها هي قصص شعبية، أي أن مؤلفَها مجهولٌ، وقد تناقلها الناس عبر العصور، فصاروا يضيفون كلامًا إليها أو يغيرون عبارات فيها أو يحذفون تفاصيل منها، حسب البلد الذي جاءت منه القصة. حتى وصلت هذه القصص القديمة إلى العصر الحديث الذي نحن فيه «القرن الحادي والعشرين».

          من أين جئتُ أنا بها؟

          لقد قرأتُ العديد من الكتب التي تتضمن قصصًا شعبية، أذكر منها كتابًا بعنوان تشونج هيو يي، من تأليف هونج هوا، وهو باللغة الإنجليزية، من سلسلة الثقافة الكورية، وقد صدر في شهر أبريل الماضي. وتستطيعون أنتم شراء مثل هذه الكتب من المكتبات الرئيسية التي تعرض كتب قصص الشعوب.

          كما أنني بحثتُ على شبكة الإنترنت عن قصص شعبية أخرى من كوريا، وقصة الضفدع الصغير هي إحدى هذه القصص، وقد وجدتها في أكثر من شكل، فمرَّة تأتي باسم الضفدع، ومرة تأتي من غيره، كما أن طولها مختلف من قصة إلى أخرى حسب ذكر التفاصيل. فالإنترنت تفعل كما يفعلُ الناس، تعدِّلُ القصص أيضا عندما تحكيها أو تعيدُ نشرها!

          المصدر الثالث هو أن لي أصدقاء في كوريا حكوا لي قصصًا، كتبت بعضها عندما زرت تلك البلاد الجميلة.

          واسمحوا لي أن أحكي قصة غير شعبية. إنها قصة عصرية وحقيقية. هل تذكرون الفلاح العجوز المبتسمُ بوم ـ يونج سانج؟

          لقد كتبتُ عنه في مجلتكم «العربي الصغير» في الربيع الماضي «مارس 2007». وحين سافرتُ إلى كوريا أخذت معي نسخة من المجلة، فأعجبته كثيرًا وظل يتصفحها، وينظر إلى صورته، وصورة حديقته، رغم أنه لا يعرف اللغة العربية!

          ثم قال لي، عبر الترجمة من اللغة الكورية إلى الإنجليزية، ما معناه باللغة العربية: حين كنتُ طفلا صغيرًا كنتُ أختلس النظر إلى حديقة رجل عجوز من جيران والدي، يمنع الأطفال من دخول حديقته. وقد قررتُ حين أكبرُ أن أصمم وأزرع حديقة يدخلها كل الناس. واخترتُ أن أربي الأشجار وأنسق الأحجار حولها، وأصمم أنهارا وقنوات صغيرة لتجري المياه من تحتها، وتلهو الأسماك الملونة فيها، وتزداد سعادتي اليوم لأن الآلاف يزورون هذا المكان سنويًا.

          إنها ليست قصة شعبية، لكنها تستحق أن تكون كذلك.

          أعيدوا روايتها لأصدقائكم، واكتبوها كما يحلو لكم، غيروا فيها، وبدلوا كلماتها، وأسماءها، ولكن لا تنسوا: أن الفلاح العجوز المبتسمُ بوم ـ يونج سانج يستحق التحية على هديته إلى العالم.

 


 

بقلم وعدسة: أشرف أبو اليزيد   

 




غلاف هدية العدد