«جائزة الشيخ زايد للكتاب»، مقرها دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي تعد من أضخم جوائز الكتاب على مستوى العالم أجمع. تمنح جوائزها للمبدعين عن كتاباتهم في مجال التأليف والترجمة في شتى فروع العلوم الإنسانية. وتبلغ قيمة جوائزها سبعة ملايين درهم إماراتي.

          في هذا العام نالت الكويتية هدى الشوا جائزة زايد للكتاب حول أدب الطفل عن قصتها «رحلة الطيور إلى جبل قاف». فسارع «العربي الصغير» إلى أقرب مكتبة لتعريف قرائه بالقصة.

          حين سألنا بائعة الكتب عن القصة إذ بها تعطينا كتابا كبير الحجم تصفحنا أوراقه التي زينت برسوم جميلة رسمتها فنانة تدعى فانيسا هودجكينسون. هذه القصة وإن استمدت أحداثها من تراث الحضارة الإسلامية إلا أنك حين تبدأ بقراءتها تطير في عالم الخيال، حيث الطيور تتكلم وتتألم، تفكر وتتحرر، وحين تقارب الانتهاء منها تثق بأن تحقيق الهدف يحتاج إلى الجهد والمثابرة كما يحتاج إلى التحدي والأمل.

• رحلة شاقة لنيل الضالة المنشودة

          «الطاووس المغرور، البلبل المغرد، الببغاء المدلل، البطة الكسولة، الحجلة الخجولة، صقر القصور، والبومة المشئومة».

          هي طيور رحلة الحرية، اجتمعت ذات يوم لتبحث عن قائد حكيم لها، عادل في ما بينها، بعد أن ملت تلك الطيور من الفوضى وانعدام الأمان.

          فما كان هناك أحكم من هدهد نبي الله سليمان ليختار القائد الهمام! بعد أن تفقد البراري والوديان ليعثر على ملك حكيم وجميل يدعى «العنقاء ملك الطيور» يسكن جبل قاف في بلاد سمرقند.

          ولكن الوصول إلى هناك يتطلب تحمل الصعاب وعزيمة الأصدقاء للتحليق فوق سبعة وديان وأنهار، وهذا هو العمل الشاق.

          احتارت الطيور فالرحلة طويلة ومتعبة فسردت أعذارها للهدهد مسهبة.

          إلا أن ذكاء الهدهد أوجد لكل سؤال جوابًا، فاقتنعت آلاف الطيور وانطلقت بشغف وسرور وبعد ألف يوم حط 30 طيرًا على جبل قاف، تبحث عن ملك الطيور، حتى انقضت سبعة أيام وهي في يأس واستسلام، تعاتب هدهد سليمان «أسربا كانت رحلتنا أم هباء؟».

          حتى أضناها العطش وصفت على النهر لتشرب، فبان لها طير كبير فارشا جناحيه يحتضن أصدقاءه، حينها أدركت الطيور أن الملك المنشود ليس له وجود وهم ملوك أنفسهم إذا تخلصوا من صفاتهم الذميمة وتحلوا بالفضائل الحميدة.

• وقفة مع مفردات الحكاية

          الحجلة: هو طائر ينتمي لفصيلة الدجاجيات، لونه رمادي جوانبه مخططة بالأبيض والأسود، مع حمرة في المنقار ومنطقتي الصدر والأرجل. له جناحان قويان يمكنانه من الطيران ولكنه يمشي ويجري أكثر.

          العنقاء: طائر أسطوري سماه العرب بهذا الاسم نسبة لطول عنقه، كما سمي بالفينكس وتعني باليونانية «نوع من أنواع النخيل». يرمز العنقاء في الروايات والقصص إلى الجمال والقوة، ويقال، في الأسطورة، إنه حين يموت يحترق ويخرج من رماده طائر عنقاء جديد.

          جبل قاف: ذكر في المصادر العربية القديمة، على أنه جبل ضخم يحيط بالأرض، وهو زمردة خضراء تعكس لونها على السماء، ويقال إن جبل قاف يحجب وراءه عوالم عديدة, منها الشمس حيث تغرب فيه وتطلع منه وهو ستارها عن الأرض.