أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء
        

          العبقرية دائمًا تسبق زمنها، فالعبقري يولد وفي داخله حس بالمستقبل، ورغبة في أن يقوم بشيء لم يكن مسبوقًا، والرسام العالمي ليوناردو دافنشي كان واحدًا من هذا النوع، ربما قد سمعتم عن اللوحة الشهيرة التي تدعى «الموناليزا» أو «الجيوكندا»، إنها أشهر لوحة في متحف «اللوفر» في باريس ويقصدها الزوار من كل أنحاء العالم، وهم يقفون مبهورين أمام ابتسامتها الغامضة، ولا أحد يعرف إن كانت تعبيرًا عن السعادة أو الحزن، ما لا يعرفه الكثيرون أن دافنشي الذي ولد وعاش في إيطاليا في القرن السادس عشر كان مخترعًا كبيرًا وفكر في ابتكارات لم يكن أحد في عصره يحلم بها، فهو الذي اخترع المفتاح الإنجليزي متعدد القياسات، وأول من فكّر في عداد المسافات، وأول من ابتكر الفانوس السحري الذي يعكس الصور على الجدران والذي كان المقدمة لصناعة السينما، وهو من رسم أول صورة لطائرة مروحية، وأول من فكّر في المظلة التي يستطيع بها الإنسان ان يهبط آمنًا في الهواء، وأول من رسم صورة للدبابة، والقذائف التي تطلقها،، كما وضع تصاميم للجسور المتحركة التي تنقل على عجلات، وقدم رسومًا تبين كيف يمكن بناء المدن الحديثة التي تحتوي على عدة مستويات، وقد أخذت كل هذه الرسوم التي تركها دافنشي وصنعت منها نماذج مجسمة وتبين أنها كانت صالحة للتنفيذ، فهو لم يكن يعتمد فقط على الخيال ولكن على معرفة عميقة بعلوم الهندسة، وأقيم في فرنسا متحف مخصوص ضم نماذج من كل الاختراعات التي رسمها دافنشي، وتقول مطبوعات هذا المتحف إنه على الرغم من أن هذا الرسّام العبقري عاش منذ نحو 500 عام إلا أنه استطاع أن يرسم العام 2000 بكل دقة.

 


 

سليمان العسكري   

 




صورة الغلاف