الحمّامات فى المدن الإسلامية.. فريد أبوسعدة

الحمّامات فى المدن الإسلامية.. فريد أبوسعدة
        

          كثر بناء الحمامات فى المدن الإسلامية ، ويمكن القول إن بناء الحمام كان يأتى فى الأهمية بعد بناء المسجد الجامع مباشرة.

          وكانت تبنى بالقرب من المساجد، ليمكن للمسلمين الاستحمام والوضوء قبل الدخول إلى المسجد للصلاة.

          وقد كثرت الحمامات فى مدن الأندلس لدرجة أن عددها أصبح قريبا من عدد المساجد فيها، فقد بلغ عددها فى مدينة قرطبة أيام المنصور بن أبى عامر تسعمائة حمام، ووصل عدد حمامات النساء إلى ثلاثمائة. والحمام الأندلسى بناء مستطيل الشكل تعلوه قبة اسطوانية، ويتألف من مدخل يؤدى إلى ثلاث قاعات، تتصل ببعضها عن طريق فتحات أو أبواب، القاعة الأولى عبارة عن حجرة مستطيلة تسمى «البيت البارد» فى نهايتها قبوان يعرفان بالخلوتين، وفيها يخلع المستحمون ثيابهم ويلبسونها. وفى أركان الخلوتين مقاعد يستريح عليها المستحمون قبل الخروج. بعد البيت البارد يدخل المستحم إلى قاعة «البيت الوسطانى» وهو حجرة أكثر اتساعا، فى وسطها فراغ مربع تعلوه قبة، وتحيط به أربعة ممرات مسقوفة بقبوات اسطوانية، والقبة الوسطى وقبوات الممرات تتخللها فتحات زجاجية على شكل نجوم تسمى «مضاوى» لإدخال الضوء. بعد البيت الوسطانى تأتى قاعة «البيت الساخن» وهو حجرة مستطيلة تشبه الأولى وبها أحواض الماء ، وفى نهايتها موقد كبير يسمى القدر تخرج منه أنابيب الماء الساخن والبارد لتصب فى هذه الأحواض.

          كانت درجة الحرارة ترتفع فى الحمام بالتدريج من البيت البارد إلى البيت الساخن وتنخفض بالعكس، فإذا انتهى المستحم من حمامه، تعرض بالتدريج لهواء أقل حرارة من هواء البيت الساخن حتى يصل إلى البيت البارد فيرتدى ثيابه ويستريح قليلا قبل أن يغادر الحمام.

          كانت أرضية الحمام تكسى بالفسيفساء أو الرخام، وكانت الجدران تزين بالرسوم الجميلة، ويعمل بالحمام جماعة من الحكاكين والحجامين يتجولون بسراويل بيضاء ليؤدوا وظائفهم فى خدمة المستحمين.

 


 

فريد أبوسعدة