أنا وصديقي المنغولي

أنا وصديقي المنغولي
        

رسم: نادين الخطيب

          بالقرب من منزلنا، حديقة جميلة مليئة بالأشجار وأحواض الزهور الملونة، وأجمل ما فيها ركن الألعاب والمراجيح. اعتدت في يوم العطلة أن أذهب إليها وألعب على الأرجوحة ولعبة التزحلق.

          ذات يوم، لفت نظري طفل غريب الشكل، عيناه صغيرتان ضيقتان ورأسه كبير وأسنانه متفرقة، كان يقف قرب الأرجوحة ينتظر دوره، لكن الأطفال كانوا يدفعونه بعنف.

          اقتربت منه وسألته: هل تريد أن تركب الأرجوحة؟

          نظر إلي بلطف، وقال: نعم.

          أنزلت الأطفال عن الأرجوحة ودعوته إلى الركوب.

          كان سعيدًا جدًا ومبتسمًا، أحسست به يطير من الفرح كعصفور صغير ويشكرني بنظرة عينيه.

          عندما عدت إلى البيت أخبرت والدي عن صديقي الجديد ووصفت له شكله.

          قال والدي: نعم عرفته، إنه ابن جارنا الجديد، إنه منغولي.

          قلت: ماذا؟ منغولي؟

          أجابني والدي: هؤلاء الأطفال يولدون بهذا الشكل نظرًا لوجود خلل في صبغياتهم لكنهم أطفال مسالمون ولطفاء بالرغم من ضعف إمكاناتهم العقلية وبطء نموهم الجسدي والفكري.

          سألت والدي: ولماذا يسمى منغوليًا؟

          أجاب والدي: نسبة إلى منغوليا... وهي بلد يتصف أهلها بعيونهم الضيقة التي تشبه الصينيين.

          شكرت والدي على معلوماته القيّمة.

          وشكرت الله على نعمة الصحة والعافية وكمال العقل والجسم.

          وعاهدت ربي أن أكون وفيًا ومخلصًا لصديقي المنغولي.

          (الصبغيات هي أجزاء تحدد الصفات الوراثية للإنسان توجد في نواة الخلية).

 


 

لينة الدسوقي