موسوعة العربى الصغير: حل الظلام.. أضيء المصباح

موسوعة العربى الصغير: حل الظلام.. أضيء المصباح
        

رسوم: سارة أبو بكر

          الضوء أو النور هو شكل من أشكال الطاقة، فعندما تغرب الشمس المصدر الرئيسي للضوء الطبيعي ويحل الظلام تضاء المصابيح للإنارة وهي إضاءة اصطناعية وتعتبر النار مصدرها الأول.

  • البدايات

          منذ آلاف السنين استخدم الإنسان النار مصدرًا للإنارة الاصطناعية وإخافة الحيوانات، ثم استخدم بعد ذلك طبقًا من الحجر مملوءًا بدهن حيواني به فتيل قابل للاشتعال كمصدر للضوء، وقد عُثر في بعض الكهوف الأوربية على بعض هذه الأطباق التي يعود تاريخها إلى أكثر من 80 ألف عام قبل الميلاد، ثم استخدمت الشموع في الإنارة مدة لا تقل عن 5 آلاف عام، وعبر العصور استخدمت أشكال عديدة من الضوء الاصطناعي مثل المشاعل ومصباح الجاز والمصابيح الغازية، وفي منتصف القرن الثامن عشر اكتشف مصباح أرجاند وهو عبارة عن فتيل أنبوبي ينساب الهواء خلاله حتى أطرافه فيشتعل المصباح بشكل براق مع انبعاث كميات قليلة من الدخان، وعندما اكتشفت الكهرباء عرف الإنسان المصباح الكهربي بأشكاله المتعددة. 

  • أول المصابيح الكهربية

          تعتمد فكرة إنارة المصباح الكهربى على تغير الكهرباء من الجهد العالى إلى الجهد المنخفض، وظهر أول مصباح كهربي عام 1810 وسمي مصباح القوس الكهربي، وهو عبارة عن قوس من الكربون متصل بالكهرباء، فيتم إنارته وكان ضوؤه قويًا، إلا أنه كان غير نقي وكانت تلك المصابيح تحتاج إلى مراقبة مستمرة، ثم اخترع توماس اديسون المصباح الكهربي العادي  في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر. 

  • المصابيح ذات الوهج

          يعتبر مصباح أديسون أو المصباح الكهربي العادي هو أول المصابيح الوهّاجة، وهو عبارة عن سلك رفيع ملفوف من معدن التنجستين موضوع داخل زجاجة مفرغة الهواء، وهو موصل بالكهرباء وعندما يمر به التيار الكهربي يتوهج بالضوء ولكن قدرته الضوئية محدودة لأن جزءًا صغيرًا من الكهرباء يتحول إلى ضوء أما باقي الكهرباء فتتحول إلى حرارة تسخن زجاجة المصباح، ولا يتجاوز عمر مصباح اديسون أكثر من ألف ساعة  تشغيل، ومن المصابيح الوهاجة أيضًا مصباح الهالوجين ويحاط فتيله التنجستيني بغلاف يحتوي على الهالوجين وهي ذات إضاءة أشد وعدد ساعات تشغيل تبلغ 5000 ساعة. 

  • مصابيح التفريغ

          في الثلث الأخير من القرن العشرين، تم اكتشاف مصابيح التفريغ، وهي عبارة عن أنبوب يحتوي على غاز حول الفتيل، وعند مرور التيار الكهربي يتفرغ هذا الغاز ويصبح ناقلاً  للكهرباء، فيتألق المصباح بالضوء الساطع، والغازات المستخدمة هي غازات خاملة مثل بخار الصوديوم وتعطي إضاءة لونها برتقالي باهت، وبخار الزئبق وتعطي إضاءة بيضاء مائلة للزرقة، وهي تكسب الأشياء ألوانًا مختلفة عن ألوانها الحقيقية في الضوء الطبيعي، لذا تستخدم بشكل كبير في إنارة الشوارع، وهناك مصابيح الفلوروسنت وهي تستخدم فى إنارة المنازل لجودة إضاءتها وعمرها الأطول، بالإضافة إلى استهلاكها القليل من الكهرباء، وهناك المصابيح الفوسفورية وفيها يطلى جدار المصباح من الداخل بالفوسفور، فيعطي إضاءة بيضاء ساطعة، أما المصابيح الملونة المستخدمة في الإعلانات ولافتات المسارح ودور السينما، فهي مصابيح تفريغ يحاط الفتيل فيها بغاز فيعطي لونًا، فمثلا غاز النيون يعطي لونًا أحمر، والأرجون يعطي لونًا أزرق فاتحًا، والكربتون يعطي لونًا أخضر، والهيدروجين يعطي لونًا ورديًا، ومن مصابيح التفريغ أيضًا مصابيح الميتال هاليد، وهي المستخدمة في إنارة ملاعب كرة القدم وساحات الملاعب الرياضية، وتستخدم للتصوير التلفزيوني الليلي، وتصنع هذه المصابيح من حبيبات زجاجية كبيرة مطلية بالفلوروسنت.

 


 

محسن حافظ