مدينة.. في الفضاء... إعداد: رؤوف وصفي
مدينة.. في الفضاء... إعداد: رؤوف وصفي
هل تعلم أن هناك مدينة في الفضاء، تدور بعظمة وشموخ على بعد نحو 340 كيلو مترا من سطح كوكب الأرض، وتبلغ سرعتها 27700 كيلو متر في الساعة، وبهذا تتم في كل يوم نحو 16 دورة حول الكرة الأرضية، ويمكنك أن تشاهدها بعينيك المجردتين كنقطة لامعة في الفضاء. إن هذه المدينة الفضائية معروفة باسم «محطة الفضاء الدولية (الحرية)». لقد بدأ تركيب هذه المحطة الفضائية في عام 1998، حيث حملت المكوكات (جمع مكوك) الفضائية أجزاء المحطة إلى الفضاء، وقام رواد فضاء بتجميعها. وقد اشتركت عدة دول في تصنيع أجزاء محطة الفضاء الدولية «الحرية» منها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية (الاتحاد السوفييتي سابقا) واليابان وكندا وعدة دول أوربية، يبلغ طول المحطة 58 مترا وعرضها 73مترا وارتفاعها 27 مترا. وتتميز بوجود اجنحة تمتد من هيكلها، تمتلئ بالخلايا الشمسية لتوليد الطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل أجهزة المحطة الفضائية. ويلحق بالمحطة الفضائية الدولية «الحرية» مجموعة من الوحدات، تختص بإجراء التجارب العلمية في المجالات البيولوجية (تأثير الجاذبية الضعيفة على جسم الإنسان) الفيزيائية (إمكانية إنتاج بلورات نقية للغاية) وفلكية (رصد الظواهر الكونية المثيرة) وكيميائية (تأثير انخفاض الجاذبية على التفاعلات الكيميائية). وهناك مجموعة من الدروع والحواجز تلحق بالمحطة الفضائية، وخاصة الأجزاء الحساسة منها مثل تلك المخصصة لإقامة رواد الفضاء، وذلك لحمايتها من «النفايات الفضائية»، وهي قطع معدنية تخلفت عن الأقمار الاصطناعية التالفة، وهي تؤدي إلى إلحاق أضرار بالمحطة الفضائية خاصة بعدسات كاميراتها البالغة الأهمية. وعلى الرغم من صغر حجم كل من هذه النفايات الفضائية، إلا أن خطورتها تكمن في سرعتها الكبيرة التي تتحرك بها في الفضاء. علامة تعجب !! وقد تعجب إذا علمت ان رواد الفضاء داخل المحطة، قد ينامون وهم واقفين! والأمر ليس غريبا، لأن الفضاء ليس فيه وضع أفقي وآخر رأسي فهذه كلها اتجاهات منسوبة للأرض!! ملابس الفضاء ملابس رواد الفضاء داخل المحطة الفضائية الدولية «الحرية» لا تتكون من طبقة واحدة، بل يبلغ عدد طبقاتها عشر طبقات، ومادة هذه الملابس ألياف خاصة مضادة للحريق، والطبقات الخارجية منها تعمل على الوقاية من الإشعاعات الفضائية. بالإضافة إلى معدات دقيقة تبعث الدفء، حسب الرغبة، وكذلك أسلاك لأجهزة علمية مدمجة في الملابس لقياس النبض وضغط الدم وإشارات المخ. محطات الفضاء.. الأولى سبق إطلاق المحطة الفضائية الدولية «الحرية»، تجارب لعدة محطات فضائية سوفييتية وأمريكية كان من أهمها: «ساليوت» (وتعني التحية) أطلقها الاتحاد السوفييتي (في ذلك الوقت) عام 1971، وخصصها لإجراء تجارب عن الجو وتصوير الموارد الأرضية المختلفة من الفضاء، وكذلك القيام بدراسات فلكية من هذا الارتفاع الشاهق بعيدًا عن السحب التي تعيق مثل هذه الدراسات من فوق كوكب الأرض. «سكاي لاب» (وتعني مختبر الفضاء) أطلقها الأمريكيون في عام 1973، وكانت مزودة بمنصة التحام وتلسكوب شمسي، وأجرى فيها الرواد الثلاثة تجارب على تأثير الجاذبية الضعيفة على الجسم البشري. واستمرت محطة الفضاء «سكاي لاب» تدور على ارتفاع نحو 430 كيلو مترا من سطح الأرض، حتى عام 1979 حيث سقطت عن مدارها وتحطمت في المحيط الهندي. «مير» (وتعني السلام) أطلقها السوفييت عام 1986 واستمرت في الفضاء حتى عام 2001، حيث تحطمت فوق المحيط الهادي. وكانت تدور على ارتفاع يبلغ نحو 390 كيلو مترا، وقد زودت بخلايا شمسية متطورة.
|