أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء
        

          يوافق شهر سبتمبر لهذا العام، بداية العام الدراسي الجديد، الذي يتزامن مع شهر   رمضان الكريم, أعاده الله عليكم جميعا بكل خير.

          ولعل أكثر ما نحتاج إليه في العام الدراسي، هو تنظيم الوقت، خاصة في شهر رمضان الذي يقتضي الصيام، وما قد يسببه ذلك من شعور بالإرهاق، حتى وقت الإفطار، بالإضافة إلى الوقت المخصص لأداء العبادات، ثم أوقات الترفيه والتسلية.

          والحقيقة ان تنظيم الوقت ليس مقصورًا على أوقات الدراسة، أو أيام الصيام، بل هو منهج متكامل، يتسلح به كل شخص لديه طموح أو حلم يرغب في أن ينقله من مساحة الأحلام إلى أرض الواقع.

          وبقليل من التأمل سنجد أن كل النماذج التي حققت نجاحًا كبيرًا في حياتها، كان لديها وعي كبير بقيمة الوقت وأهمية تنظيمه. ومن هؤلاء مثلا الكاتب العربي نجيب محفوظ الذي حقق جائزة نوبل في الآداب، فقد عرف بأنه ينظم وقته بدقة شديدة بين العمل، والكتابة، ولقاء أصدقائه ومحبيه من القراء، ولهذا حقق مشروعه الروائي الكبير. وكذلك سنجد أن كل المخترعين ورجال العلم، في العالم العربي، وفي الغرب بشكل خاص قد التزموا بجداول زمنية ينظمون بها أوقاتهم.

          وإذا كانت الساعات الحديثة التي نستخدمها اليوم هي من المنجزات الغربية الحديثة، فإن فكرة قياس الزمن هي فكرة بدأ إنجازها في حضارتنا العربية، ففي العام 801 الميلادي أهدى الخليفة العربي هارون الرشيد إلى الملك الغربي شارلمان هدية عبارة عن ساعة مائية. وهو ما يعني أن العلماء العرب اجتهدوا في ذلك الوقت للبحث عن طريقة لقياس الزمن.

          فإذا كانت المحاولات الأولى لقياس الزمن هي محاولات عربية، فجدير بنا، أكثر من غيرنا أن نعرف قيمة الوقت، وأن نسعى إلى تنظيم أوقاتنا للاستفادة بكل دقيقة منها في ما ينفعنا وينفع مجتمعاتنا العربية.

 


 

سليمان العسكري   

 




صورة الغلاف