رسوم: نادين الخطيب

          فجأة.. ظهرت حبيباتٌ صغيرةٌ على وجهِ فواز وظهره وصدره.. استغربَ كثيرًا.. نظرَ إلى نفسِه في المرآةِ.. أصبح منظَرُه مضحكًا.

          أسرع الى أخته صباح .. سألها: ماهذا؟

          قالت صباح: لاشك أنها لدغةُ حشرةٍ غريبةٍ.. أعرفك تحب اللعبَ مع النملِ والحشراتِ.. تطعمها فتات الخبز وتراقبها.. ولعل إحدى هذه الحشرات أحبت أن تشكرك بطريقتِها الخاصة.. فلدغتك.

          غضب فواز وأسرعَ إلى أمِه.

          نظرت الأمُ خائفةً إلى الحبيبات، وسألته هل أكلتَ شيئًا غريبًا؟ لعلها حساسية يابني؟

          أجاب: لا.. لم آكل شيئًا.

          في المساء.. بدأ فواز يشعر بحكةٍ شديدةٍ في جسمه ورأسه.. وامتلأت هذه الحبيبات بسائلٍ شفاف ثم ارتفعت درجة حرارته.

          في اليوم التالي ذهب فواز مع أمه إلى طبيب الأطفال.. فحص الطبيبُ فواز وقال: لاتخافوا .. إنه العنكز (جدري الماء) سألت الأم: ماذا ؟عنكز؟

          ضحك الطبيبُ وقال: هكذا يسمونه في بعض الدولِ وهو مرض فيروسي يظهر بشكل حبيبات وحكة شديدة.. أليس كذلك يافواز؟

          كان فواز يهز رأسَه ويحك جسمه متألمًا.

          قال الطبيبُ: انتبه يافواز إلى تعليماتي.

          أولاً: يجب عدم حك الحبيبات مطلقًا حتى لاتنفتح ويخرج منها السائل فتصبح مؤلمةً جدًا، وتترك ندبات على جسمِك تدوم طوال العمرِ لذلك عليك بقص أظفارك فورًا.

          توقف فواز عن الحك ونظر الى أظفاره.

          تابع الطبيب: ثانيا.. عدم الذهاب الى المدرسة والانعزال عن الإخوة في البيت لمدة أسبوعين.

          فهذا المرض (جدري الماء) مرضٌ معدٍ جدًا ينتقل عن طريق الرذاذ والهواء.

          لذا يجب أن تستعملَ منشفةً خاصةً وأدواتِ أكلٍ خاصةً بك.

          حزن فواز.. فهو لن يذهب إلى المدرسة وسيشتاق إلى رفاقِه.

          وصف الطبيبُ لفوازِ مسكنًا للألمِ ومهدئًا للحكةِ وسائلا أبيضَ يدهن به الحبيباتِ.

          مرت الأيامُ على فواز وكأنها شهورٌ طويلةٌ.

          يجلس وحيدًا في الغرفة.. تطل أمه عليه.. تدهن جسمَه بالسائل وتعطيه أدويته.

          رويدًا.. رويدًا.. بدأت الحبيبات تجف وتتحول إلى بثور جافة.. وتسقط.

          عاد وجه فواز وجسمُه إلى حالتِه الطبيعيةِ.

          وعاد فواز فرحًا الى مدرستهِ وأصدقائه يعانقهم بشوق ويقول:

          أخيرًا تخلصت من العنكز.