المستكشف الصغير شَلالات أوزود.. عبد العزيز درادب

المستكشف الصغير شَلالات أوزود.. عبد العزيز درادب
        

          تقع شلالات أوزود -ذات الشهرة العالمية- بين سلسلة جبال الأطلس الكبير والمتوسط المغربية ، وتعتبر الأكبر في شمال إفريقيا.

          تنبع مياه شلالات أوزود من ثلاث عيون، ويقال إن عدد منابعها يصل  إلى 21 ، لهذا بنيت أقواس من الحجارة بهذا العدد حتى لا تتساقط الأوحال والحجارة فتسد المنابع، أما مساقط المياه فيبلغ طولها حوالى 115 مترًا وينتهي صبيبها في وادي العبيد.

          وأصل كلمة «أوزود» بربري وتعني «بخار الماء» أو مشتق من اسم طائر موجود بالمنطقة، غير أن الأقرب إلى الصواب أن الاسم مشتق من كلمة «أزيض» وتعني بلغة البربر «الدقيق»، وهذا ما يفسره وجود بعض من طواحين القمح بالمنطقة التي تعمل بالطاقة المائية. فقد استغل أهل المنطقة قوة صبيب المياه لإنشاء طواحين اندثر العديد منها بسبب الإهمال ، وأيضا بسبب فيضان عرفته المنطقة في السنوات الماضية.

          يساورك شعور جميل وأنت تقف بالقرب من الشلالات، فتدفق المياه القوي وارتطامها بالصخور ينشئ رذاذًا كثيفًا يهب مع نسمات الهواء فيجعل الجو رطبًا وباردًا. كما لن يفوتك أن ترى أقواس قزح قريبة منك تظهر بين الفينة (الحين والساعة) والأخرى.

          أما إذا رغبت في الاستحمام في مياهه الباردة فما عليك إلا أن تنزل عبر طريق ضيق على شكل درجات ينتهي بك في أرض منبسطة تتجمع فيها مياه الشلالات على شكل برك متسلسلة يمد بعضها بعضًا بالماء.

          حول الشلالات مقاه شعبية تقدم الشاي المغربي والأكلات التقليدية المغربية تحت ظلال الأشجار الوارفة، وهنا وهناك يتوزع بعض الباعة المحليين الذين يقدمون منتجات الصناعة التقليدية واليدوية للزوار.

          غير أن ما يلفت انتباهك كثيرا هو وجود سلالة من القردة الظريفة التي استأنست بوجود الإنسان ، فتراها تقترب من الزوار كثيرًا وتتناول ما يجودون به عليها.

          رغم شهرة الشلالات العالمية فقد حافظت المنطقة على بساطتها.. ولعل هذا مازاد من جماليتها وارتباط الزوار بها.

 


 

عبدالعزيز درادب   

 










مياه متدفقة طوال السنة





قوس قزح يظهر جليًا للزوار





تتميز الشلالات بموقعها الجبلي وصبيبها المرتفع