أدباء الغد

أدباء الغد
        

كتابة ورسم الصديقة: أسماء الوشاني من تونس

المطالعةُ وصَديقُها الكتابُ

          صدق من قال: «وخير جليس في الزمان كتابٌ»، فهو أكبر اللذائذ، يحيي القلب ويزيد في المعرفة ويسرّ النفس ويبرئ المرض، من تمسك به كان عالمًا، ومن فارقه كان جاهلاً.

          جلست هذا المساء في ركن من أركان المكتبة أتفحص كتابًا تاقت نفسي لقراءته وأصابعي لتحسسه، وعيناي لتأمله وإن كان كتابًا لا يتلاءم مع عمري، فقد تناسب مع حبي للاطلاع، وأشبع نهمي للمطالعة. جلست أمتّع ناظري بقدسية المعرفة وأملأ ذهني بسحر العلم وجلالة المطالعة، وأنا تارة في عالم من خيال أجول مع السحرة والأحصنة الطائرة، أو أركب عملاقًا، وأخرى في عالم الحقيقة الثابتة مع أينشتين في دقة الحساب أو مع باستور في سحر الكيمياء، وأخرى مع بيكاسو في عالم من الألوان والجمال.

          فأنا هنا في بيت الكتاب أجول في عوالم جديدة وأتطلع إلى قرّاء من الفكر والفن والأدب، فأرى المطالعة حاجة يومية لا فلسفة أروي بها عقلي وأنمّي بها خيالي، وأمتّع بها قلبي، فهي نشاط شامل أخذ من الرسم سحـرَ ألوانِه، ومن السينما واقعية صوره، ومن الموسيقى فصاحة كلامه.

          فالكتاب في حياة الشعوب هو مرآة من أهم المرايا التي تعكس حالة الوعي كما تعكس ما عليه ثقافة الأمة من وعيها وتطوّرها وتدهورها، فهو كفأس تكسر بها قيود الجهل وتطرد بها جيوش الملل وتملأ بها حفر الفراغ، أحسست بالنشوة والشبع بعد هذه الوجبة الدسمة، وانفردت أشكر الله على هذه النعمة التي مُيّز بها الآدمي، عن الحيوان، وبدت كقيمة تغتني بها الحياة ويعمر بها الوجود وينجو بها الإنسان من مرحلة الضياع في بحر العدم.

          «قدّس الله سحرك أيتها المعرفة».

الأسد  والأرنب

كتابة ورسم الصديقة: سارة مجيد من محافظة الديوانية
العراق

          مّرت العديدُ من السنوات والحيوانات تعيش معًا في مكان واحد، وأحد هذه الحيواناتِ كان الأقوى وهو الأسدُ، وكانت هذه الحيواناتُ تخاف منه ومن غضبه، وفي أحد الأيامِ جاءت إليه الحيواناتُ وقالت له: «نحن نعلم أنك الملكُ لكن نرجو ألا تقتل بعضنا وتأكل بعضنا وسوف نحضر لك الطعامَ كل يوم».

          وافق الأسدُ على ذلك، وبدأت الحيوانات تصطاد له، وفي أحد الأيام ذهب الأرنبُ خارجًا ليصطاد للأسد، ولكن لم يستطع الصيد، ورجع  إلى منزله فشعر الأسدُ بالجوع وأصبح غاضبًا، وضرب الأرضَ بذيله وذهب للأرنب فقال الأرنب: «المعذرة يا سيدي: لا تصبح غاضبًا. فأنا ذهبت خارجًا لأجلب لك الطعام، ولكن التقيت بأسد آخر في طريقي وأخذ مني الطعام وأردت أن أخبرك»، فأصبح الأسد غاضبًا أكثر فصاح «هل تعرف أين يعيش؟» فأخذ الأرنب الأسد إلى بئر عميقة كانت تحتوي على ماء نقي. فقال الأرنب: «لا تقلق هو يريدك أن تهجم أولاً»، فنظر الأسد أسفل ورأى صورته في الماء وكان غاضبًا، قفز على عدوه فسقط الأسد في البئر وكانت هذه نهايته، وبعد ذلك عاشت الحيوانات سعيدةٌ معًا في الغابة.