أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

بعد أيام قليلة سوف تنتهي امتحانات نهاية العام الدراسي، وتبدأ إجازات الصيف. وهي الفرصة التي ينتظرها كل منكم لكي يرتاح، ولكي يرفه عن نفسه مع عائلته أو مع الأصدقاء. وهذا حقكم جميعا، فبعد عام من الدرس والتحصيل والامتحانات يحق لنا أن نحصل على الراحة، لكي نعد أذهاننا وأجسادنا لعام جديد.

لكن الإجازة أيضا ينبغي ألا تكون لعبا كلها، وترفيها كلها، فحتى الترفيه واللعب يمكن أن نستثمرهما لكي نستفيد، بحيث لا تتحول الإجازة إلى ضياع كامل للوقت دون أن نستفيد منه.

ففي أثناء العام الدراسي لا يتوافر لكل منكم الوقت الكافي لكي يمارس هواياته، سواء كانت ممارسة الأنشطة الرياضية، أو القراءة، أو العزف على آلة موسيقية، أو غير ذلك من الأنشطة، حيث تتيح لكم الإجازة وقتا أكبر مما تتيحه السنة الدراسية، بحيث تتمكنون من التدريب والتكرار حتى تتقنوا المهارة التي وهبكم الله إياها.

بالتالي يجب أن تجدوا لهذه الأنشطة وقتاً في الصيف، وبحيث تخططون لأوقاتكم فتكون بين النزهات الخارجية ومشاهدة التلفاز واللعب على البرامج الإلكترونية، وبين القراءة، في المجالات التي تحبونها، أو ممارسة الأنشطة الخاصة بمهاراتكم في الرياضة أو الموسيقى أو الفنون التشكيلية أو التصوير وغيرها.

إن عنوان النجاح لأي شخص يرغب في أن يصبح إنساناً يشار له بالبنان هو قدرته على تنظيم الوقت، وهذه سمة من سمات التخطيط الجيد الذي ترتقي به المجتمعات المتقدمة. فجوهر معنى التخطيط هو تخطيط الوقت بحيث لا يكون هناك مجال لهدره فيما لا ينفع.

التخطيط الجيد يعني الاستثمار الجيد للوقت، وعندما تنتهي الإجازة ستدركون آنئذ أنكم، إذا نجحتم في تخطيط أوقاتكم قد استثمرتموها فأنجزتم كل شيء، المرح والبهجة واللعب، وصقل المهارة وإتقانها أو التقدم فيها، وهذا هو مفتاح النجاح، والاستعداد الجيد لعام جديد.

 


 

سليمان العسكري

 




صورة الغلاف