لعبة الأسماء

لعبة الأسماء

رسم: حلمي التوني

كانت الحصة الأخيرة مخصصة للرياضة، لكن السماء بدأت تمطر بغزارة منذ بداية الفرصة ولم تتوقف بعد.. كان الجميع حزيناً لأننا لن نستطيع الخروج إلى الملعب والانقسام إلى فريقين لنلعب كرة القدم التي نحب، حتى لو توقف المطر لأن الأرض ستكون قد أصبحت موحلة.. دخلت معلمة الرياضة ولاحظت أن الصف لا يضج بالحركة والنشاط كما هي العادة، وأن أعين الطلاب متوجهة إلى نافذة الصف، فقالت: صحيح أنه لا يمكننا الخروج إلى الملعب بسبب المطر لكن هذا لا يعني أننا لن نلعب في الصف، لكن لعبتنا رياضة ذهنية وليست جسدية.

قسمتنا المعلمة إلى فريقين: فريق الجالسين في المقاعد اليمنى، وفريق الجالسين في المقاعد اليسرى، أما الجالسون في المقاعد الوسطى فلقد انقسموا إلى مجموعتين انضمت كل منها إلى فريق.. قالت المعلمة: لعبتنا هي لعبة أسماء.. سأنتقي من كل فريق واحداً لأسأله عن معنى اسمه، فإن عرف يُعطى الفريق ثلاث علامات، وإن لم يعرف يُحول السؤال لفريقه، فإن عرف يحصل على علامتين، وإن لم يعرف يحول السؤال للفريق الآخر فإن عرف يكسب نقطة واحدة.

وكما في بداية مباريات كرة القدم أخرجت المعلمة من جيبها قطعة نقدية وقالت: سأرمي قطعة النقود فوق الطاولة فإن ظهرت الكتابة سأبدأ مع الفريق الأيمن، وإن ظهر الشعار ستكون البداية مع الفريق الأيسر.

ولحسن حظنا كانت بداية اللعبة مع فريقي الأيمن، فاختارت المعلمة زميلنا ليثاً وسألته عن معنى اسمه فأجاب: إنه من أسماء الأسد.

كانت الإجابة صحيحة فنلنا ثلاث علامات، ثم انتقت المعلمة من الفريق الآخر مهنداً الذي لم يعرف معنى اسمه لكن زميله حسام أجاب عن الفريق قائلاً: مهند وحسام.. كلاهما من أسماء السيف.

وحصلوا على علامتين، وقبل أن تنتقي المعلمة من فريقنا أحداً، قالت: المهند هو السيف الذي كان يصنع في الهند، والحسام هو السيف القاطع.

ثم اختارت من فريقنا زميلنا غيثاً، الشقيق التوأم لليث، لكنه لم يعرف معنى اسمه، وكذلك لم يعرف أحد من فريقنا أو الفريق الآخر معنى هذا الاسم، فقالت المعلمة: غيث هو اسم من أسماء المطر، وسمي كذلك لأنه يغيث الأرض العطشى مثل هذا المطر الغزير الذي منعكم اليوم من لعبة كرة القدم.

نظرنا إلى النافذة فاكتشفنا أن المطر قد توقف. سألت المعلمة: هل ترغبون بالخروج إلى الملعب أم نكمل لعبتنا؟

ولأن الجميع فضل إكمال اللعبة اختارت المعلمة من الفريق الآخر خليلاً، وهو أبو ابراهيم حسبما نناديه، أجاب: الخليل هو الصديق، وكان النبي إبراهيم عليه السلام لقبه الخليل، لذلك أنا أبو ابراهيم.

ضحكت المعلمة، وضحك جميع الطلاب من كلا الفريقين على رغم من حصول الفريق الآخر على ثلاث علامات.. وأخيراً اختارتني المعلمة فأجبت: محمود هو صاحب الأخلاق الحميدة.

وهكذا أصبح لفريقنا ست علامات، وخمس علامات للفريق الآخر الذي اختارت منه المعلمة حسان ليجيب عن معنى اسمه، فقال: حسان هو الجميل شديد الحسن.

قالت المعلمة: أحسنت يا حسان..

لكن حسان الثاني، وكان زميلنا في الفريق، اعترض على جواب حسان الأول، وقال: حسان هو الحساس مرهف المشاعر.. هذا ما أخبرني به أبي.

- أحسنت أيضاً يا حسان، جوابك أيضاً صحيح...

رن الجرس معلناً نهاية الحصة، ونهاية الدوام في المدرسة قبل أن تنتهي لعبتنا الجديدة، لعبة أسماء.. هل أخبرتكم أن معلمة الرياضة اسمها أسماء؟

 

 


 

حسان العوض