وداعاً للكتب الدراسية.. أوراق المستقبل.. إلكترونية!

• تلاميذ المستقبل سوف يحملون جميع الكتب الدراسية في كتاب واحد
• كتاب المستقبل بصور ورسومات متحركة

فى كل مرة تحدق لمدة طويلة فى شاشة الحاسوب (الكمبيوتر)، فإنك تشعر بصداع وأحياناً تضطر إلى السير قليلاً أو التمدد حتى تزول هذه الآلام، وبقدر كرهك لبقايا الأوراق، فإنك عادة ما تطبع من الحاسوب المعلومات التى تحتاج إليها لقراءتها.

وللاستفادة من مزايا الحاسوب والأوراق معاً، فقد فكر العلماء فى وضع الحاسوب داخل صفحات كتاب أو مجلة عادية. وأطلقوا على هذا الابتكار «الأوراق.. الإلكترونية».

• ما المقصود بالأوراق الإلكترونية؟

تسألنى فأجيبك. يهتم فريق من علماء الكيمياء والمهندسين وخبراء الحاسوب، على جعل الأوراق الإلكترونية حقيقة واقعة. وهذه الأوراق عبارة عن شاشات رقيقة جداً من البلاستيك الشفاف بسمك ملليمتر واحد، مكتوب عليها بحبر خاص. وكل ورقة منها يمكن تغييرها بالكامل، كأى كتاب عادى. وسوف تتضمن الأوراق الإلكترونية العديد من الكتب، التى يمكن عرضها بشكل واضح، بالإضافة إلى لقطات مصورة متحركة (فيديو) كاملة ولكن بالأبيض والأسود - مما يؤدى إلى شرح واستيعاب المعلومات بشكل أفضل.

• كيف تعمل الأوراق الإلكترونية؟

تستمد الأوراق الإلكترونية الطاقة اللازمة لها من بطاريات دقيقة جداً، حتى يسهل قراءتها فى ضوء الشمس الساطع أو فى قطارات الأنفاق المظلمة، كما سوف تتوافر فيها المرونة بحيث يمكن طيها، كأى أوراق عادية.

ولعل الأوراق الإلكترونية التى تكوّن فى مجموعها "كتاباً إلكترونياً" تصبح فى يوم ما، وسيلة توفير كمية كبيرة من المعلومات لطلبة المدارس فى أنحاء العالم كافة. وبينما يجهد الطلاب اليوم أنفسهم بحمل كتب دراسية ثقيلة فى حقائبهم ويسيرون بها، فإن طلاب المستقبل سوف يحملون كتاباً دراسياً واحداً خفيف الوزن. وسيكون هذا الكتاب إلكترونياً يحتوى على عشرات من الكتب الدراسية، التى يمكن تغيير صفحاتها فور لمسات على الأزرار، بالإضافة إلى سهولة قراءتها.

ويجرى العلماء فى الوقت الحاضر تجارب على الكتب الإلكترونية، لجعل أوراقها لها كثير من الألوان بحيث تضفى حيوية أكبر على صورها الثابتة منها والمتحركة. مما يجعل الكتاب الإلكترونى أكثر تشويقاً.

• ما هو الحبر الذى يستخدم للكتابة على الأوراق الإلكترونية؟

الحبر الإلكترونى عبارة عن كرات صغيرة جداً تسمى "الكبسولات الدقيقة". وتملأ هذه الكبسولات الدقيقة بسائل شفاف يحتوى على جسيمات بالغة الضآلة بعضها أبيض والبعض الآخر أسود. وكل تلك الجسيمات لها شحنة كهربائية إما موجبة أو سالبة. ولإنتاج ورقة إلكترونية، يفرش الخبراء ملايين من الكبسولات الدقيقة الممتلئة بتلك الجسيمات المشحونة، فوق قطعة رقيقة من البلاستيك الشفاف.

ولأن الشحنات الكهربائية المختلفة (أى سالب وموجب) تتجاذب، فبالتأثير بتيار كهربائى موجب بواسطة البطارية الدقيقة الموجودة فى الكتاب الإلكترونى على الكبسولات الدقيقة، فإن الجسيمات السوداء سالبة الشحنة داخلها، ترتفع لأعلى وتصبح مرئية، بينما تهبط الجسيمات البيضاء موجبة الشحنة. وبالتالى فإنك ترى نقطاً سوداء عند تلك البقعة.

والذى يحدث أن الشكل الناتج من النقط البيضاء والسوداء المرئية، هى التى تكوّن الكلمات والصور التى تراها فوق الأوراق الإلكترونية، ويمكنك قراءتها ومشاهدتها بوضوح بالغ.

ومن جهة أخرى فإن الأوراق الإلكترونية تستهلك كهرباء أقل بكثير من شاشة الحاسوب المعتادة، لأن الجسيمات تبقى فى مكانها، حتى يحركها مجال كهربائى، أما المعلومات والصور على شاشة الحاسوب، فإنها تحتاج إلى إضاءة وتنشيط مستمر.