تي ريكس.. صديقي العزيز.. قصة: لينا دسوقي

تي ريكس.. صديقي العزيز.. قصة: لينا دسوقي

رسوم: أشرف الأسدي

كان أبي يقرأ جريدة الصباح حين لفت نظري صورة كبيرة في إعلان على الصفحة الاخيرة جعلتني أطير فرحا وأقفز الى المكتبة لأحضر المقص وأطلب من والدي ان يعيرني الجريدة كي أقص الاعلان ثم أعلقه على باب خزانتي لاقرأه كل صباح وأسعد بصورة صديقي العزيز «تي ريكس» بانتظار لقائه.

لا أعرف ما الذي سحرني هل هو الاعلان نفسه عن اقامة معرض للديناصورات في مركز العلوم والتقنيات...أم صورة الديناصور الذي أحبه والذي تملأ صوره جدران غرفتي ودفاتري حتى ملابسي وجواربي اختارها وعليها صورة ديناصورات. تدهشني اسنانها الكثيرة واحجامها الضخمة واصواتها الجبارة. احضرت كل افلام الديناصورات وقرأت عن عالمها الجميل والعجيب.

أسرعت الى والدي اخبره عن المعرض وأعطاني وعدا بحضوره...ومنذ تلك اللحظة والاحلام الجميلة لا تفارقني.

كل شيء بات عندي محاطا بأصدقائي الديناصورات، غرفتي.. كتبي.. أحاديثي حتى مدرستي.

حين سألنا معلم الرسم ان نرسم شيئا مختلفا ومميزا كان الديناصور الضخم الاخضر بأنيابه الطويلة وذيله العملاق يملأ صفحتي وحين ارادت أمي ان تصنع لنا كيكة لذيذة سألتنا بماذا ازينها لكم اجبتها بسرعة: بالديناصورات.

وبينما كان ابي يتابع قنوات الاخبار على التلفاز كنت اطلب منه قناتي المفضلة التي تعرض برنامجي المحبب عن تاريخ الديناصورات. أما اختي الصغيرة وأثناء حلها لواجب اللغة العربية فقد طلبت مني كلمة تنتهي بتاء مفتوحة وعلى الفور كانت الكلمة حاضرة إنها ....ديناصورات.

أما صديقي العزيز «تي-ريكس» فهو التيرانيسور ريكس أضخم الديناصورات وصاحب أقوى فكين.

وأخيرا... جاء اليوم الموعود

ليلتها لم استطع النوم رأيت صديقي تي ريكس في منامي يبتسم ويقول لي انا انتظرك يا صاحبي لقد قطعت 65 مليون سنة كي احضر اليك... وفرحت كثيرا.

حين وصلنا الى مركز العلوم والتقنيات كان يبدو على شكل قبة زجاجية كأنها مركبة فضاء, وللدخول الى معرض الديناصورات كان لابد ان نلج (ندخل) إلى مكان مليء بالاشجار الاصطناعية والأضواء الخافتة والصخور, شيء يشبه الغابات القديمة . ويالها من لحظة رائعة حين رأيت صديقي العزيز تي ريكس يستقبلني عند الباب بجسمه العملاق الذي يصل الى ثماني اقدام وضحكته الجميلة باسنانه الضخمة الكثيرة، اقتربت منه وسلمت عليه بحرارة ,احسست به يصافحني ويرحب بي ويهمس: كيف حالك يا صديقي؟

على الطرف الاخر كان هناك مجسم لهيكل عظمي لديناصور يبين عظامه الطويلة وفقرات ظهره وذيله الكثيرة. أجمل ما في المعرض كانت المؤثرات الصوتية لاصوات الديناصورات المخيفة التي تنطلق من كل مكان وحركة الفم في لحظة الانقضاض على الفريسة وبيوض الديناصورات الضخمة التي تهتز وتوحي بخروج ديناصورات صغيرة وبعضها مكسور وقد خرج منها تي ريكس صغير جميل.

اما شاشة البلازما العملاقة فكانت تحكي لنا عن لحظة اكتشاف عظام الديناصورات وكيف يعمل العلماء بشغف (حب) وحذر شديدين للحصول على عظمة صغيرة أو ناب ديناصور مطمور منذ آلاف السنين. كل شيء في المعرض يجعلك تعود الى عالم بعيد بعيد كانت فيه الأرض بكراً.. ماء وغابات واشجار وانهار وديناصورات تجأر بأصواتها وتتقاتل بشراسة.... القوي يقتل الضعيف من اجل البقاء. لمست صديقي تي ريكس مودعا، التقطت له صورة تذكارية ومضيت حزينا لفراقه.

في قاعة المركز كان هناك معرض للرسم... طاولة وألوان وكراسي كي نرسم ونعبر عما خلقه المعرض في مخيلتنا وانطلقنا كل الأطفال نرسم ونلون ونبدع ألواناً رائعة.

علقوا لوحاتنا الملونة عن ديناصورات شتى بعضها بجناحين يطير وبعضها مخيف، ثم انتقلنا الى محلات البيع حيث الالعاب كلها ديناصورات والقمصان والاقلام تحمل صورها.

حين عدنا الى البيت كنت احمل بين يدي تي ريكس صغيراً أهداه لي والدي ذكرى من المعرض، عانقته بحرارة في الليل وغرقنا معا في أحلام عميقة عن أزمان سحيقة (قديمة جداً) ملأى بالديناصورات.

 


 

لينا دسوقي