تشارلي الصغيرُ ذو القلبِ الكبيرِ

تشارلي الصغيرُ ذو القلبِ الكبيرِ

أصدقاء البيئة

  • قوة الزلزال 7 درجات على مقياس ريختر تبعته سلسلة من الهزات الارتدادية وبتأثير مماثل لقوة عدة قنابل نووية!
  • الأغلبية العظمى من المشردين في المخيمات هم من الأطفال

في يوم الثلاثاء 12 يناير 2010 م، ضرب واحد من أكثر الزلازل تدميراً في التاريخ الحديث جمهورية هايتي في البحر الكاريبي. وقد خَلَّف هذا الزلزال دمارا شاملا وخسائر بشرية كبيرة جداً بلغت مئات الآلاف ما بين قتيل وجريح. كما نتج عن ذلك تهدم أعداد ضخمة من المساكن والمستشفيات والمباني العامة وشبكات الطرق والمياه.

كما بثت وكالات الأنباء صوراً للمشردين في المخيمات حيث يشكل الأطفال الأغلبية العظمى من قاطنيها.

وتناقلت شبكات التلفزة أوضاع الجرحى والمصابين ومخاطر انتشار الأوبئة والأمراض بين اللاجئين وألقت الضوء حول جهود فرق الإغاثة والمصاعب التي تواجه جهودها.

وهبَّت العديد من منظمات الإغاثة والجمعيات الخيرية من مختلف أنحاء العالم لتجميع مساعدات للشعب الهايتي ومن بينها اليونيسيف (منظمة الأمم المتحدة للطفولة) وهي منظمة رائدة في العالم تعمل من أجل الأطفال وحقوقهم. وتسعى لتوفر الرعاية الصحية والتغذية والتعليم والحماية للأطفال. واليونيسيف تعتمد كليا على التبرعات الطوعية من الأفراد والحكومات والمؤسسات والشركات. وازاء هذه الكارثة، وجهت اليونيسيف نداء لجمع التبرعات من أجل تكثيف حملة إغاثة أطفال هايتي حيث نصف سكان البلد تقريبا من الأطفال.

الصغير تشارلي

تشارلي سيمبسون (Charlie Simpson) طفل من «فولهام» غرب لندن (إنجلترا) يبلغ من العمر 7 سنوات. من خلال متابعته لوسائل الإعلام، تأثر تشارلي بعمق بمحنة شعب هايتي وحزن حزناً شديداً لما رأى من مشاهد على شاشة التلفزة وبشكل خاص رؤيته لأطفال يتم إنقاذهم أحياء من تحت الأنقاض. تحدث تشارلي الى والدته عن مشاعره حيال ذلك ولم يستطع كَبْت دموعه طويلا فانفجر باكيا. واحتضن والدته لفترة وهو يمسح دموعه ثم جلس في حضنها. وتحدث معها حول الأشياء التي يمكن القيام بها. لقد آمن حقا وبقوة بهذه القضية وكان يعتقد أن شيئا ما ينبغي القيام به. وفي النهاية تم التوصل الى وضع خطة بهدف جمع مبلغ 500 جنيه إسترليني في حملة يرعاها لجمع التبرعات لصالح اليونيسيف في فولهام. وذلك يقتضي من تشارلي ركوب دراجته الهوائية لمسافة ثمانية كيلومترات (خمسة أميال) دوراناً حول متنزهٍ مَحَلِّي. وَجَّهَ تشارلي نداءه الذي وصل الى كل مكان من خلال صفحته الخاصة في موقع JustGiving على شبكة الإنترنت:

(www.justgiving.com/CharlieSimpson-HAITI ).

سرعان ما لمست جهود تشارلي قلوب الناس واعتبرها كثير من المتبرعين أنها مصدر إلهام لهم جميعا واعجاب. فقد استطاع تشارلي جمع 53000 جنيه في الـ 24 ساعة الأولى من حملته. وبعد تغطية القصة من قبل وسائل الإعلام ومحطات التلفزيون حول العالم تدفقت التبرعات من جميع أنحاء العالم، وبلغ الإجمالي أكثر من 240000 جنيه، وذهبت عن طريق اليونسيف لإغاثة متضرري الزلزال من الأطفال حيث استغلت للمساعدة على توفير المياه والتعليم والتغذية فضلا عن دعم حماية الاطفال المُشرَّدين.

ما قام به تشارلي الصغير مصدر فخزٍ واعتزاز لاسرته. وكذلك بالنسبة الى رئيس الوزراء البريطاني الذي أصدر بيانا يشيد به قائلا: «إن تفاني تشارلي في جمع اموال لضحايا الزلزال الذي ضرب هايتي شيء ملهم حقا ومثال ساطع على هذا النوع من الصداقة، والخير والرحمة..». كما حظي تشارلي بالتقدير والثناء من قبل وسائل الإعلام واليونيسيف والكثير من المؤيدين والمعجبين الذين غمرت رسائلهم الداعمة له صفحته الإلكترونية. وقد زار تشارلي وأسرته رئيس الوزراء البريطاني في مقرِّه بناء على دعوة منه، حيث استقبلتهم زوجته التي هنأت تشارلي بما حققه من نجاح، ورافقت الأسرة في جولة في المبنى.

 


 

إعداد: د. محمد عيسى الأنصاري