بالعقلِ لا القوة! (حكايات من التراث البيلاروسي)

بالعقلِ لا القوة! (حكايات من التراث البيلاروسي)

رسوم: عفراء اليوسف

ذهب الرجلُ إلى الغابةِ لقطع الحطب. قطع بعضَ الخشبِ، ثم جلسَ على جذعٍ للراحةِ.

وأتاهُ الدبُّ قائلاً:

- يا رجل، دعنا نتصارع!

نظر الرجلُ إلى الدبِّ متفحصاً وهو يقول لنفسِهِ: كيف لي من منافسةِ هذا الوحشِ المخيفِ! ضربةٌ واحدةٌ من يديهِ وأصبح جسداً بلا روح.

- أوه، قال الرجل: أنا أقاتلك! دعنا نرى أولا ما إذا كنت تملك القوةَ، ثم نقرر بعد ذلك أن نتصارع أم لا.

- وكيف سنحدد ذلك؟ سأل الدبُّ.

أخذ الرجلُ فأساً، شق جذع شجرة من أعلى، ودق وتداً في ذلك الشق، وقال:

- إن مزّقت بمخالبك هذا الجذع، فهذا يعني أنك تملك القوةَ وسنتصارع.

وهكذا، لم يفكر الدبُّ طويلاً، أدخل مخالبَه في شق الجذع محاولاً تمزيقه، فما كان من الرجل في هذا الوقتِ إلا أن ضرب مؤخرةَ الوتدِ، الذي قفزَ خارجاً من الشق في الجذعِ.

وهنا ضغط شق الجذعِ على مخالبِ الدبِّ، مثل الكمّاشةِ.

صرخَ الدبُّ وصاح وقفز ورقص على ثلاثِ أرجلٍ، ولكن لم يكن في استطاعته تمزيق الجذعِ ولا الهرب.

- ما رأيك، قال الرجلُ: هل ستصارعني؟

- لا، أجاب الدبُّ بكلماتٍ ممزوجةٍ بالعويل، أنا لن أفعل ذلك!

- هذا صحيح تماماً! قال الرجلُ: ليس بالقوةِ وحدها يمكن القتال ولكن بالعقلِ أيضاً.

وهنا أعاد الرجلُ الوتد ودفع به إلى الشق في الجذعِ، حيث استطاع الدبُّ بعدها أن يسحب مخالبه ثم سار بسرعةٍ تاركاً الغابةَ دون النظر إلى الوراءِ.

منذ ذلك الوقت، والدبُّ يخشى اللقاء بالرجلِ.

 


 

تعريب: د. محمد عيسى الأنصاري