العالم يتقدم.. حلقات زحل.. لغز فضائي.. إعداد: رؤوف وصفى

العالم يتقدم.. حلقات زحل.. لغز فضائي.. إعداد: رؤوف وصفى

جوهرة.. الكواكب الشمسية

«زحل» أحد عمالقة المجموعة الشمسية، ويعد من أجمل الكواكب بسبب تلك الحلقات المتعددة الألوان، التي تحيط به. ولهذا يطلق عليه «جوهرة المجموعة الشمسية».

وزحل هو الكوكب السادس بعداً من الشمس، ومتوسط درجة حرارة سطحه 180 درجة مئوية تحت الصفر ويدور حوله 63 قمراً أكبرها «تيتان». وزحل من الكواكب الغازية، وله جو ثقيل ومركز من الصخر والحديد، تلتف حوله كميات هائلة من الجليد. ويتم زحل دورته حول الشمس كل 29.5 سنة، ويبعد عنها بحوالى 1425 مليون كيلو متر، ويدور حول نفسه في نحو عشر ساعات.

الحلقات.. الغامضة!

ومنذ أن اكتشف «جاليليو» حلقات زحل عام 1610، وهي تمثل لغزاً أمام العلماء. وتتكون هذه الحلقات من سبع حلقات كبيرة وآلاف الحلقات الصغيرة. في البداية تساءلوا عن سبب تكوّنها، وبعد أرصاد متعددة بالتلسكوبات الأرضية والفضائية، اتضح لهم أن هذه الحلقات، يبلغ سمكها ما بين 200 متر وثلاثة كيلو مترات، أما طولها من الحافة إلى الحافة فحوالى 275 ألف كيلو متر. وتدور الأجزاء الداخلية من حلقات كوكب زحل بسرعة أكبر من الأجزاء الخارجية. وحلقات زحل عبارة عن بقايا أحد الأقمار، الذي كان على وشك أن يكون تابعاً لكوكب زحل، ولكنه تناثر في طور تكوينه، عندما حاول أن يتخذ مساراً بالقرب من هذا الكوكب العملاق. ونتج عن ذلك أن تكوّن من بقاياه شريط من الجسيمات الصغيرة، بعضها لامع والآخر معتم، هي حلقات زحل.

ومؤخراً كشفت مركبة الفضاء الأمريكية «كازيني» التي تدور في الوقت الحاضر حول كوكب زحل وأقماره وتجمع المعلومات عنهما أن هذه الحلقات مكونة من جسيمات ضخمة، نتجت من تكتل عدد من الجسيمات الصغيرة معاً.

كما أن هناك مادة في الحلقات، أكبر مما كان يعتقده العلماء في السنوات السابقة. أما عن عمر هذه الحلقات الغامضة، فقد قدّرت من قبل بمئة مليون سنة، ولكن بعد اكتشافات «كازيني»، فإن تقدير عمرها يزيد كثيراً عن هذا الرقم، ويقترب من 4600 مليون سنة، وهو عمر المجموعة الشمسية.

الحلقة.. الجبارة

اكتشاف مذهل آخر عن كوكب زحل، توصل إليه التلسكوب الفضائى الأمريكي «سبيتزر»، الذي أطلق عام 2003، فقد رصد لأول مرة حلقة جبارة حول زحل. وتمتد تلك الحلقة لمسافة نحو 24 مليون كيلو متر، وهي بهذا أكبر حلقة تلتف حول أي كوكب في كل المجموعة الشمسية ويمكنها أن تستوعب نحو ألف مليون مثل كوكب الأرض! وهذه الحلقة الجبارة مثل باقي حلقات زحل مكونة من آلاف الملايين من جسيمات الجليد والصخر التي تدور حول الكوكب معاً، فتبدو بشكل صلب. ولكن تلك الحلقة العملاقة المكتشفة حديثاً، تتميز بأنها أكثر رقة من باقي حلقات زحل، وأن جسيماتها متباعدة إلى حد كبير بعضها عن بعض، ولهذا لا يمكن رؤيتها من فوق كوكب الأرض، حتى باستخدام أقوى التلسكوبات.

 


 

رؤوف وصفى