أدباء الغد.. الخادمُ الطمّاعُ

أدباء الغد.. الخادمُ الطمّاعُ

كانت تعيشُ في بيتِ الملكِ ابنتُه الصغيرة لورا، وكانت دائماً تخرجُ لتتنزّه في الغابةِ المجاورةِ للقصرِ، وبينما كانت تتنزّهُ في أحدِ الأيامِ مشت على جسرٍ قديمٍٍ لتعبر إلى الجهةِ الأخرى من الغابةِ لكن تحطّمُ الجسرَ، فسقطت لورا في النهرِ، وكادت أن تغرق لولا رجلٌ عجوزٌ أنقذها وأخرجها من النهرِ. قالت له لورا: أشكرك يا سيدي، سأخبر أبي الملك بطيبتك وسيأمر لك بما تشاء. قال لها: «لا أريد يا صغيرتي منك شيئاً سوى أن تعطي هذه النبتةِ الصغيرةِ إلى فقير يحتاج إليها، فهذه النبتةُ تزهرُ كلَّ شهر ألواحاً من الذهبِ، ولكن يجب أن يقطف منها كل شهرٍ لوحاً واحداً فقط، فإن قُطف منها أكثر من واحدة فالعواقبَ ستكون وخيمةَ». أسرعت لورا إلى القصرِ وقررت أن تعطي النبتةَ إلى خادم أبيها المخلص الذي يعيشُ في منزلٍ صغيرٍ مع أسرته، أعطتها إليه وأخبرته بما يجب عمله. فرحَ الخادمُ وشكر لورا على هديتها، ومرّ شهرٌ كاملٌ على الحادثةِ وأزهرت النبتةُ فلم يصدق الخادمُ عينيه، فقطف لوحاً وذهب ليبيعه، فاشترى بثمنِهِ طعاماً وملبساً لأسرته، لكنه لم يكتف بذلك، فأخذ يقطفُ ألواحاً وألواحاً من النبتةِ، ومنذ ذلك الحينِ انقلبت حياتُه رأساً على عقب، فتهدّم منزلَه القديم، وندم على ما فعله، وقرر التخلص من النبتةِ، فذهب إلى لورا وسألها عن المكانِ الذي التقت فيه الرجل، فذهب إلى هناك ووجد الرجل وقال له: «أرجوك يا سيدي خذ هذه النبتة فإني لا أريدها. ما أريده حياتي السعيدة التي كنتُ أعيشها»، فأخذها الرجلُ وذهبَ عنه، وهكذا عاشَ الخادمُ عيشةً سعيدةً وفقيرةً وتعلّم درساً مهماً هو: «أن القناعة كنزٌ لا يفنى».

غادة محمد - العراق