عبدُاللهِ تلميذٌ مجتهدٌ

عبدُاللهِ تلميذٌ مجتهدٌ

ريشة: أمين الباشا

فرحت العائلةُ لنجاح ابنها عبدالله البالغ السادسة من عمره. وكان عبدالله قد دخل المدرسة السنة السابقة. وفرح العائلة لسبب أن الابن حاز المرتبة الأولى في صفه الابتدائي طوال السنة الدراسية، لهذا قرّرت إدارة المدرسة أن تمنحه شهادة، والشهادة هي أن يتابع دراسته في السنة القادمة مجانا أي دون أن تدفع عائلة عبدالله القسط السنوي.

فرح العائلة كان مزدوجاً، أولاً نجاح الابن وثانياً أن العائلة ليس باستطاعتها أن تدفع القسط المدرسي، ومنحة المدرسة أتت بوقتها.

كان فرح عبدالله يوازي فرح أمه وأبيه، قالت الأم لابنها: سأقيم لك ولبعض أصدقائك حفلة، سألها الابن: لماذا؟ أجابته أمه: هكذا تسأل لماذا؟ لأنك أفرحتني وأفرحت أباك بنجاحك، لهذا سنفرح كلنا بإقامة حفلة. سُرَّ عبدالله، وقال لأمه: سأدعو سامي وهيام فقط، قالت الأم: كما تريد.

في أول يوم من عطلة الصيف، أقيم احتفال متواضع في بيت عبدالله، وتفاجأ عندما رأى أن المنزل قد امتلأ، حيث أتى الصف بكامله، وتحوّل المنزل إلى جو مفرح وصاخب، وكانت أم عبدالله في خدمة الجميع والابتسامة لا تفارق وجهها، وفجأة رجت الجميع أن يهدأوا ويسمعوا ما ستقوله لهم، قالت: أهلا وسهلا بكم كلكم، كلكم أولادي، هنا عاد الهرج والمرج والضحك وقال ضاحكاً أحد الأصدقاء: أمي أنا في البيت! وزاد الضحك، ثم تابعت الأم: أريد أن أقول إنكم كأولادي، أرجو لكم جميعاً أن تجتهدوا وتنجحوا في المدرسة، يجب أن تفهموا أن النجاح في المدرسة نتيجة نجاح في الحياة، هنا سأل أحدهم: كيف هذا؟

أجابت أم عبدالله: الاجتهاد في الصغر يتحول إلى جهاد في الحياة، والجهاد يعطي للإنسان حريّة وعيشاً كريماً، فأهلاً وسهلاً بكم. صفّق الجميع وتوزّعت الحلوى والفاكهة عليهم وكان عبدالله أكثر فرحاً من الجميع.

 

 


 

أمين الباشا