السُّلحفاةُ الرَّاقِصةُ حكاياتٌ شعبيةٌ من أمريكا الجنوبية (هدية العدد)

السُّلحفاةُ الرَّاقِصةُ حكاياتٌ شعبيةٌ من أمريكا الجنوبية (هدية العدد)

رسوم: هاني طلبة

السَّلحفاةُ الرَّاقصةُ
حكايةٌ شعبيةٌ من البرازيل

ذاتَ يومٍ من أيامِ الشتاء أخرجت السلحفاة رأسها من درقتها لتستمتع بدفء الشمس. مرَّ ظبي ذو قرنين هائلين بجوارها، تأمل سكونها، وحركتها البطيئة، فحياها، وتحدث معها قليلا، ثم سألته السلحفاة وقد وصفها بأنها بطيئة:

«ما رأيك لو تسابقنا، فعرفنا من الأسرع بيننا؟»

هزَّ الظبي كتفيه. كان يعرف بأن السؤال ليست له سوى إجابة واحدة. إنه الأسرع بين الغزلان والظبيان والأيائل كلها فوق الجبل!

رأت السلحفاة رد فعله فقالت:

«سيكون من حق المنتصر في هذا السباق، التخلص من المنهزم!».

رد الظبي بسرعة وقد رآها فرصة للتخلص من تلك السلحفاة التي تدعي الحكمة والذكاء:

«في هذه الحالة سأوافق فورًا. فأنا أراك منذ الآن أيتها السلحفاة مجرد جثة بعد أن أفوز عليك».

أغمضت السلحفاة عينيها ثم قالت بهدوء:

«أرجوك لا تسبب لي الخوف. كل ما أطلبه هو فرصة ثلاثة أيام أتدرب فيها جيدا. سأكون مستعدة عندما تشرق الشمسُ فوق الشجرة الكبيرة!».

طلبت السلحفاة من أشقائها، وشقيقاتها، وأبناء عمها وبنات خالها أن يصطفوا صفا طويلا مثل خط يبدأ في أول مسافة السباق وينتهي عند خط النهاية.

كان شكل عائلة السلحفاة وأصدقائها الذين جاءوا جميعًا للمشاركة يشبه سلمًّا طوله عدة كيلومترات. ثم اختفت كل واحدة على جانب الطريق، حتى بدأ السباق ...

جاء الظبي في الموعد تمامًا، وانطلق عند خط البداية، وسرعان ما اختفت السلحفاة (الأولى) عن ناظريه تمامًا، فضحك ضحكة طويلة ونادى:

«كيف الحال الآن أيتها السلحفاة؟».

حينئذ ردت أقرب سلحفاة وراءه بسرعة وكأنها تلاحقه:

«بخير أيها الظبي، لازلت وراءك، ولكنني أقترب منك!».

جعلت الدهشة الظبي يضاعف سرعته، ولكنه في كل مرة كان ينادي على السلحفاة، تجيبه السلحفاة التي وراءه مباشرة:

«أنا بخير أيها الظبي، لازلت وراءك، ولكنني أقترب منك!».

كانت المسافة أطول مما اعتقد الظبي. اعتقد أنه سيعدو مائة متر، أو مائتين، لكنه تخطى ألف متر ولم يعد قادرًا على المواصلة..

ثم سقط واعترف بهزيمته، وخرج من السباق!

ضحكت السلحفاة مع أقاربها وصديقاتها. لم تكن هي الأسرع، ولكنها كانت الأذكى. وساعدها الجميع ففازت. ورقصت طويلا، طويلا.

الفتاةُ والفهدةُ السوداءُ
حكايةٌ شعبيةٌ من الأرجنتين

قبل أكثر من خمسمائة عام، كان البحارة الإسبان ينطلقون بسفنهم من قارة أوربا، عابرين المحيط الأطلنطي، ليحتلوا أرضا جديدة في أمريكا الجنوبية من أجل البحث عن الذهب. وكانت شعوب أمريكا الجنوبية يسمون الإسبان بالغزاة، ويقاومونهم طويلا دفاعًا عن أوطانهم، وثرواتهم.

في ذلك الوقت عاشت فتاة إسبانية اسمها مالدونادو، لا يزيد عمرها على خمسة عشر عامًا. كانت مالدونادو قد وصلت مع عائلتها من إسبانيا إلى بلاد الإنكا. وفي ذات يوم حاصر المقاومون مجموعة الإسبان الذين تعيش بينهم مالدونادو.

بدأ الطعام ينفد. وبدأ الإسبان يجوعون بسبب الحصار. وطلبوا من قائدهم أن يسمح لهم بمغادرة المستوطنة التي يعيشون فيها بحثا عن الطعام، لكن القائد رفض السماح لهم.

قررت مالدونادو أن تتسلل إلى الغابة. وحين بدأ الظلام وانتصف الليل، استطاعت مالدونادو أن تصل إلى الغابة. ولكنها سمعت صراخًا ونداء في كل مكان يحذر الجميع من الهبوط للغابة لأن الحيوانات المفترسة تنطلق بها.

بدأت مالدونادو تبحث عن مكان تحتمي به من الحيوانات. ولكنها سمعت أنينا ونظرت خلف بعض الشجيرات فوجدت إحدى إناث الفهود السوداء وهي تلد فهدًا صغيرا. ساعدت مالدونادو الأم وأحضرت مياهًا من النبع لتنظيفها وغسل المولود. بل وأخذت ترعى الفهد الرضيع حين كانت أمه تذهب إلى الصيد.

ذات يوم فاجأ محاربو قبيلة الإنكا الفتاة مالدونادو حين كانت تبحث عن الطعام، في غياب أم الفهد، وقاموا بأسرها. وحين وصلت إلى قرية المحاربين دهشت لأنهم لم يؤذوها، بل قاموا بتعليمها كلمات ينطقونها، وطلبوا منها أن تعلمهم أشياء تستطيعها.

عاشت مالدونادو في قرية الإنكا، حتى حدث ذات يوم أن هجمت مجموعة من المحاربين المستوطنين الإسبان على قرية الإنكا، وحين رأوا الفتاة الإسبانية طلبوا منها العودة معهم. لكن الفتاة مالدونادو رفضت أن تطيع الإسبان، وقالت إن أهل الإنكا لم يؤذوها، وإنها تفضل الحياة معهم، تتعلم لغتهم، وتعلمهم ما تعرفه.

غضب قائد الجنود الإسبان، وأخذ الفتاة عنوة (بعنف)، ثم أمر رجاله بأن يربطوها إلى شجرة في الغابة، وأن يتركوها للحيوانات الضارية تلتهمها لأنها هربت ولا تريد العودة!

بعد أيام، ذهب أهل الإنكا بحثا عن مالدونادو، وهم يظنون أنهم سيجدون بقاياها بعد أن التهمتها الحيوانات المفترسة. لكنهم لدهشتهم وجدوا مالدونادو في المكان الذي ربطها فيه الجنود، وتتمتع بصحة جيدة. ففي الأيام السابقة، حرصت أم الفهد الصغير على زيارتها وإطعامها بنفسها.

فرحت الفتاة مالدونادو برؤية أصدقائها، وعادت لتعيش معهم.

الشجرةُ الحالمةُ
حكايةٌ شعبيةٌ من المكسيك

كان هناك صبي صغير الحجم، دقيق الجسم، ضعيف البنية اسمه أوياكا. كان حجم أوياكا سببا في مضايقة أطفال القبيلة له، وإغاظتهم لأوياكا كلما رأوه.

كان أوياكا يعيش مع جده، وكان الجد يحاول دائمًا أن ينقذه من هؤلاء الأشقياء، لكن الجد لم يكن معه حين ذهب أوياكا ذات يوم إلى الغابة الممطرة.

كانت الأشجار الضخمة تشبه غطاء عملاقا فوق الصبي أوياكا. وكانت الثمار الناضجة، والأزهار المتفتحة ترسل رائحتها الجميلة فيحملها الهواء المندى بالماء إلى أنف أوياكا فيشعر بالسعادة وهو يشمها.

اعتاد أوياكا أن يذهب إلى الغابة الممطرة كلما أحس بالضيق، وهناك كان يتحدث إلى الأزهار والأشجار، بل وإلى الحيوانات التي أصبحت من بين أصدقائه.

ذات يوم أثناء جولاته بالغابة الممطرة، عثر أوياكا على مجموعة من الحيوانات نائمة تحت جذع شجرة ضخمة جدًّا، كانت هناك قردة ناعسة، ونمور نائمة، وثعابين تحلم، وتماسيح غارقة في سبات عميق!

بدا الأمر بالنسبة للصبي أوياكا غريبًا! بل كان الأمر مدهشا جدا!

مشى أوياكا بحرص بين الحيوانات النائمة حتى لا يدوس عليها بقدميه. وحين اقترب من الشجرة الضخمة أحس بدوار خفيف، ثم بدأ يتثاءب، وفجأة أحس بأن ساقيه مثل المطاط، فسقط على الأرض، واستغرق في نوم عميق.

في منامه، بدأ أوياكا يحلم بالحيوانات، كانت هناك حيوانات يعرفها، وحيوانات أخرى غريبة لم يرها من قبل! كان الجميع يغنون معًا. وفي وسط ذلك كله، كان هناك رجل عجوز، نهض من مكانه حين رأى أوياكا وتقدم إليه، وقال له:

«اسمي سينايا، أنا ابن الفهد الأرقط».

تذكر أوياكا قصة سينايا الذي كان الكبار يحكون عنه في القبيلة. كان سينايا معلمًا مشهورًا، وحكيما كبيرا.

بدأ سينايا يحكي قصصا عجيبة للصبي أوياكا، الذي جلس يستمع وهو يستمتع. عرف بأساطير عن سرقة النار من النسر، واستخدام تلك النار في إشعال الحطب وطهو الطعام، ليصبح طعمه أفضل وأطيب. وكيف أن سينايا لم يكن يخاف الظلام، حتى ولو كان وحيدًا.

بعد قليل غربت الشمس، واختفت الحيوانات من حول أوياكا، فأسرع عائدًا إلى بيته قبل أن يهبط الظلام.

في صباح اليوم التالي كان أوياكا يريد أن يذهب إلى الغابة، حتى قبل أن يتناول فطوره. وقد ذهب فوجد الشجرة، والحيوانات النائمة، ونام هو أيضا، وعاش بين الحيوانات وهي تغني. ثم استيقظ أوياكا عند الغروب، وعاد إلى البيت! كان يذهب بلا فطور، ويعود فلا يجد ما يكفي من الطعام باقيا، وتكررت رحلاته إلى الغابة الممطرة، وعدم تناوله الطعام بشكل جيد، فبدأ ينحف، وبدأ جسمه يضعف أكثر.

في حلمه تلك الليلة، رآه سينايا المعلم، فنصحه بألا يأتي مرة أخرى، وأن يتناول طعامه، بشكل جيد. وافق أوياكا على طلب المعلم سينايا.

عاد الصبي أوياكا جائعًا إلى القرية. أعد له الجد طعامًا طيبا. وسأله عن سر غيابه، فحكى له أوياكا قصة الشجرة والحيوانات النائمة.

في اليوم التالي اصطحب أوياكا جده معه إلى الغابة الممطرة، وقال له اقترب من الشجرة وانتظر ما سيحدث. بقي أوياكا بعيدًا استجابة لنصيحة المعلم سينايا.

بعد قليل نام الجد، مثلما نامت الحيوانات التي اجتمعت تحت الشجرة. لم يدم نوم الجد طويلا. واستيقظ منزعجًا، وعاد إلى حفيده الذي كان ينتظره وقال له:

«هذه الشجرة تمنح القوة لمن ينام تحتها».

عاد الصبي أوياكا وجده إلى القرية. جاءتهما أخبارٌ بأن صبيا اسمه خيبوته مريض. كان خيبوته أحد الصبية الذين كان يؤذون الصبي أوياكا، وهو من نفس عمره، إلا أنه كان ضخم الجثة كبير البطن. لم يستطع أطباء القرية شفاءه. أخذ الصبي أوياكا يتذكر نصائح المعلم سينايا وقصصه عن الطب. فذهب إلى خيمة أهل الصبي خيبوته وقد جمع أعشابًا طبية نصحه سينايا بها تعالج الانتفاخ في البطن، والاعتلال في الصحة. وضع الصبي أوياكا الأعشاب في الماء المغلي وقلبها جيدا، ثم سقاها للصبي خيبوته. وفي المساء استعاد خيبوته صحته!

انتشرت الأخبار في القرية عن الصبي أوياكا الذي يستطيع شفاء الأمراض بالأعشاب الطبية. وبدأ الصبي أوياكا يعالج قومه، الذين بدأوا يحترمونه، صغارًا وكبارًا، ويقدمون له ولجده الهدايا.

ذات يوم نام الصبي أوياكا فزاره في الأحلام معلمه سينايا وقال له:

«لقد احترمت نصيحتي، وابتعدت عن الشجرة، كما أنك أحسنت إلى الصبية الأشقياء الذين كانوا يؤذونك كثيرًا. إن طاعتك لنصائح الذين يحبونك ممن هم أكبر منك سنا، وأكثر منك خبرة، ورحمتك بالمرضى ولو كانوا آذوك، هي التي تجعلني أعلمك أكثر، لتكتسب قوة أكبر!».

خيبوته الذي كان أخطر أعداء الصبي أوياكا في الماضي أصبح من أقرب الأصدقاء إليه، وأصبح حبه له يجري مثل نهر الأمازون في موسم المطر.

جمع الصبي أوياكا كنوزا كثيرة بسبب الهدايا التي كانت تأتيه جزاء لعلاجه المرضى. وتردد اسمه في المجالس. لكن هناك من كان يحقد عليه من الأطباء المزيفين الذين كشفهم الصبي أوياكا، وجعلهم لا يجدون عملا، فقرروا التخلص منه، وقتله!

انتظر المتربصون به عودته من النهر، بعد رحلة صيد، وكان يشوي سمكة يعدها للطعام. وحين جلس لتناولها مع جده وصديقه خيبوته، بدأ المتربصون به يخرجون من مخابئهم، سعيا لقتل أوياكا.

لكن المعلم سينايا كان قد أهدى أوياكا قوى يستطيع بها أن يسمع دبيب النمل، وأن يرى من وراء الأغصان، فعرف بأمر الذين ينوون الاعتداء عليه. فأخذ جده وصديقه، واختفى معهما في مكان جديد. بينما لم يعثر الأشقياء على أحد عندما دخلوا بيت أوياكا.

بدأ حكماء القرية في البحث عن أوياكا لأن المرضى بدأ عددهم يزداد. وحين عثروا عليه تمنوا أن يعود معهم. لكن أوياكا كان قد عرف بأن الأعداء لن يصبروا عليه. وقرر ألا يعود إلا حين تطرد القرية كل الأشقياء منها.

النجمةُ المضيئةُ
حكايةٌ شعبيةٌ من البيرو

عاش ضفدع فوق جبل عالٍ من جبال الإنديز. كان الضفدع يعيش في غدير صغير به مياه باردة. لم يكن الضفدع المسكين يشبه أي ضفدع سواه، فقد ولد وساقه الأمامية اليمنى ضعف الساق الأمامية اليسرى! كما أن ساقيه الخلفيتين متناقضتان أيضا. وكم تمنى لو أنه ولد مثل باقي الضفادع، حتى لا يعرج وهو يقفز في مياه الغدير!

قرب الضفدع الحزين، كانت تعيش فتاة حزينة، أسيرة في كهف صاحبه نسر أسود اللون ضخم الجناحين، اختطفها إلى ذلك المكان العالي، وجعلها تخدمه كل يوم تُعدُّ له العش، وتنظف الكهف، وتطهو الوجبات لذلك الطائر العملاق.

كان الضفدع يتسلل إلى العش، بعد أن يرى النسر محلقا بعيدًا، باحثا عن فريسة، ويقترب ليسمع غناء الفتاة الحزينة. كان اسم الفتاة النجمة المضيئة، وكانت تغني وتقول: متى ترجع النجمة المضيئة إلى والديها؟

ذات يوم، عاد النسر إلى كهفه وكان الضفدع لايزال هناك، فسمع حوارًا بين الفتاة المسكينة والنسر العملاق الذي بدأ بالسؤال:

«هل جهزت لي العش تمامًا، لكي أنام على الريش براحة تامة؟».

ردت الفتاة:

«نعم يا سيدي!»

قال النسر:

«وأين عشائي؟»

أجابت الفتاة:

«إنه جاهز يا سيدي. ولكن هل تسمح لي أن أذهب إلى الغدير لأغسل ثيابي؟»

رد النسر بغضب:

«بالطبع لا، هل تعتقدين أنني طائر أحمق؟ لا بد أنك ستذهبين لتحاولي الهرب!».

قالت الفتاة وهي ترجو النسر:

«لن أهرب، ولكن يجب أن أغسل الملابس، وسأنظفها بضربها بالصخرة على الماء، ومادمت تسمع صوت الصخر يدق المياه فهذا يعني أنني مازلت هناك».

رد النسر بعد لحظات:

«إذن ستدقين الملابس بالصخر فوق المياه. وتعودين، وإلا طرت إليك حين تتوقفين وضربتك أنا بالصخرة فوق رأسك!».

ذهبت الفتاة بصرة الملابس إلى غدير المياه. وبدأت تبكي وهي تضرب الصخر بالملابس لتنظيفها. كانت تتذكر وجه أبيها ووجه أمها فتذرف الدموع وتتمنى العودة إليهما.

حينئذ قال لها الضفدع الذي كان يتبعها:

«أرجوك لا تبكي، سوف أساعدك! أنا أستطيع أن أغير شكلي إلى أي شيء أو شخص أو حيوان. وسوف أقوم بضرب الصخر بدلا منك، حتى تستطيعي الذهاب بعيدًا والهرب من هذا السجن».

قبلت الفتاة الضفدع فوق رأسه، وأخذت تسبح في الغدير، نزولا إلى سفح الجبل. بعد أن اطمأن الضفدع لوصول الفتاة بعيدا عن الجبل، ووصولها إلى قريتها، توقف عن ضرب المياه بالصخرة. حينئذ أسرع النسر نحو الغدير، وراح الضفدع، يسبح تحت المياه!

حاول النسر العثور على الفتاة، وراح يتبع الضفدع الذي كان لايزال في صورة فتاة، دون فائدة. ثم عاد الضفدع إلى صورته الطبيعية، ورجع إلى بيته. لدهشته وجد أن أقدامه قد عادت تشبه أقدام عائلته. كانت الرحلة الطويلة قد عدلت ساقيه. كما أن نجمة مضيئة كانت تلمع فوق رأسه في المكان الذي قبلته فيه صديقته الفتاة (النجمة المضيئة).

 


 

ترجمة وإعداد: مروة إسماعيل

 




غلاف هدية العربي الصغير