أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

الماء من أهم النعم التي أنعم الله بها علينا، بل هو أساس الحياة. قال الله تعالى في قرآننا العظيم وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ، ولا يستطيع أي مخلوق على سطح الأرض الاستغناء عن الماء الذي يغطي ثلاثة أرباع الكرة الأرضية من خلال البحار والبحيرات والمحيطات والأنهار والأمطار والينابيع والعيون المنتشرة في العالم والتي تعتبر مصادر للمياه.

ويجب تنقية الماء والتأكد من خلوه من المواد العالقة والبكتيريا، ليكون صالحا للشرب. ومن دلائل صلاحية الماء للشرب أن يكون بلا لون ولا طعم ولا رائحة.

غير أن هناك وجهاً آخر للماء عندما يغضب ويرتفع ويعلو عن الحد، مسبباً الفيضانات والكوارث الإنسانية المرعبة، ما بين الغرق والموت والهجرة من المكان، كما حدث في بعض قرى «باكستان»، أو مسبباً ظاهرة «تسونامي»، وهي كلمة يابانية تعني الأمواج الساحلية العاتية التي تأتي نتيجة الزلازل في قاع المحيطات، فتتحرك هذه الأمواج بسرعة كبيرة تصل إلى عدة مئات من الكيلومترات في الساعة الواحدة، حتى تصل إلى الشطآن فتدمرها وتسبب الكوارث التي سمعنا عنها في بلاد مثل تايلاند وبورما.

والحمد لله أن بحارنا وشواطئنا العربية آمنة من هذا الـ «تسونامي» المدمر.

والبعض يتساءل عن سبب زرقة ماء البحر حيث يلاحظ عند النظر إليه أن ألوانه تتراوح في بعض الأحيان بين الأخضر، والأزرق الفاتح، والأزرق القاتم، والرمادي.

وهذا التدرج في الألوان يأتي نتيجة امتصاص الماء لإشعاعات الشمس، بالإضافة إلى تأثيرات أخرى مثل حالة السماء، وعمق المياه، ودرجات الحرارة، والرياح، ووجود طمي الأنهار، وغيرها من العوامل التي تسبب هذا التدرج في ألوان البحر.

وقد ألهم البحرُ الأدباءَ والشعراءَ الكثير من الأعمال الأدبية، وظهر ما يسمى بـ «أدب البحر» مثل رواية «العجوز والبحر» للكاتب الأميركي أرنست هيمنجواي، وروايات الكاتب العربي السوري حنا مينه.

وأدعوكم أعزائي الصغار إلى قراءة هذا النوع من الأدب لتعلموا فضل الماء على الإنسان، وتعرفوا طبيعة الماء في لحظات صفائه وهدوئه وفي لحظات غضبه وعنفوانه.

 


 

سليمان العسكري

 




صورة الغلاف