أصدقاء البيئة مندوب كوكب الأرض إعداد: د. محمد عيسى الأنصاري

أصدقاء البيئة مندوب كوكب الأرض إعداد: د. محمد عيسى الأنصاري

رسوم: محمد فتحي

بدأ الصغير «جون هيغستراند» نشاطه في عام 1989 عندما توفي صديقه في الصف السادس «هيل»، والذي كان يهتم بكل شيء وبالأخص كوكبه الأرض.

وتخليدا لذكراه، حقق والدا «هيل» حلمه بعد مماته بتأسيس ناد للأطفال يهتم بالبيئة (مركزه في مدينة مينابوليس الأمريكية)، تمت تسميته «أطفال للحفاظ على الأرض». انضم جون للنادي ونما مجموع أعضاء «أطفال للحفاظ على الأرض» إلى 700.000 عضو حول العالم.

بحلول عام 1992، أطلقت حملة لجمع تواقيع مليون طفل، بأن يتعهدوا بالالتزام بواجبهم تجاه كوكبهم الأرض، بالتخفيف من انبعاثات «غازات الدفيئة» التي بزيادتها تضر الغلاف الجوي وتعمل على رفع درجة حرارة الأرض.

وقد قام «جون» بدور نشط في هذه الحملة، وجمع لوحده أكثر من 500 توقيع. ودعي على أثر ذلك لحضور جلسة الاستماع في مجلس الشيوخ الأمريكي حول الاحترار العالمي (التغير المناخي).

فكرة جريئة!

وأثناء فترة استراحة جلسة مجلس الشيوخ، خطرت لجون «فكرة». اقنع «جون» على أثرها زملاءه بالسير إلى البيت الأبيض مقر رئيس الولايات المتحدة الأمريكية مشياً حاملين معهم صندوقا يحتوي على قوائم بالتواقيع. وأخبروا الحرس أن لديهم بعض الرسائل التي يريدون تسليمها للرئيس.

فقام الحرس بإجراء بعض المكالمات الهاتفية ليخبروا المتجمهرين في النهاية أنه لا يمكن توصيل الرسائل مباشرة.

انتاب الإحساس بخيبة الأمل جون ورفاقه. ولكن نجح مصورو شبكات التلفزيون في إظهار لقطات لجون على أبواب البيت الأبيض يحث الرئيس على قبول طلبهم بحضور قمة الأرض القادمة. فقد كان رئيس الولايات المتحدة الرئيس الوحيد لدولة غربية كبرى لم يكن بعد قد وافق على الذهاب لحضور قمة الأرض.

عند افتتاح قمة الأرض في مدينة ريو دي جانيرو (البرازيل) كان الرئيس الأمريكي حاضراً وكذلك جون، الذي شارك في المؤتمر موفدا رسمياً كمندوب للولايات المتحدة. وهو الشاب الوحيد الذي حظي بهذا التكريم. بالنسبة لجون (كما هو يظن)، كان مؤتمر القمة فرصة ثمينة له لإسماع صوته للعالم والتعبير عن المشاعر والمخاوف بشأن الأخطار المحدقة بموطننا الأرض. «تعلمت»، كما يقول، «الكثير، مثل أن الأمور معقدة جداً ولا تقتصر فقط على التلوث والاحترار العالمي بل أضف إليها ما يحدث في بلدان العالم الثالث وقضايا حقوق الإنسان وتلك متساوية في أهميتها مع قضايا البيئة».

للأسف الشديد، انهار نادي «أطفال للحفاظ على الأرض» في نهاية عام 1993 بسبب مشكلات مالية وجمع الأموال لدعم نشاطه.

تابع جون بعد ذلك نشاطه من خلال مشاركته في «قوة الأرض» وهو تحالف مجموعات شبابي وطني يهتم بالبيئة والأرض. وعندما كان في المدرسة الثانوية العليا، كان يتطلع للتخصص في مجال الأعمال أو أجهزة الكمبيوتر بعد الالتحاق بالجامعة، والاستمرار كما كان يقول في «نشر الكلمة. إن فردا واحدا لا يستطيع إيصال الرسالة منفرداً بما فيه الكفاية».

 


 

محمد عيسى الأنصاري