واحة الفن الجميل.. فقاعات الصابون أساس نجاحي.. إعداد: أحمد واحمان
واحة الفن الجميل.. فقاعات الصابون أساس نجاحي.. إعداد: أحمد واحمان
كانت شمس الربيع في تلك الساعة من يوم 30 أبريل 1754 تملأ غرفة الضيوف بإقامة الرسام الشهير «جان سيميون شاردان»، وهي غرفة فسيحة زينت جدرانها بعض اللوحات الفنية، جدد أثاثها حديثا هذا الرسام بعد حصوله منذ سنتين على معاش وهبه له ملك فرنسا «لويس الخامس عشر» تقديرا له على عبقريته ونبوغه التفت ابن الرسام «جون» إلى صديقه «دانيال» وقال له: تعود بي الذاكرة إلى 28 نوفمبر 1737، كنت ألعب مع أحد أبناء جيراننا غير بعيدين عن والدته التي كانت حينها تغسل ملابس أسرتها، نملأ كئوسا بالماء والصابون ونشرع في امتصاص جزء من محتوياتها بواسطة أنبوب قصبي وننفخه في الهواء متسلّين بالفقاعات التي تخرج منه، أخذني أبي إلى المنزل وذكرني بأن هذا اليوم يؤرخ لعيد ميلادي السادس، كنت يتيم الأم التي توفيت منذ سنتين، مما جعل والدي يلفني ويحضنني بفيض من حنان، فدسّ في يدي قطعة حلوى، وناولني الملابس الجديدة التي كان يتأبطها ملفوفة في قطعة قماش، وحين دخلنا المنزل، أهداني هذه اللوحة التي تراها يا «دانيال» على الحائط أمامك، المرسومة بزيت على قماش (63.2 × 61 سنتيمترا)، وهي تحمل عنوانا لها ضمن إنجازات والدي: «فقاعات الصابون»، رسمها سنة 1734 وقد كنت مفتونا بها، أتسمر وقتا طويلا أمامها، أتفاخر وأعتز بما أبدعت أنامل والدي، ويعود إليها الفضل في هوايتي أنا أيضا للرسم ورغبتي السير على نهج والدي، ومحاكاته في اختياره، وهو ما قوّى عزيمتي في التوجه إلى دراسة الفن التشكيلي، في هذه السنة اي 1737 حصدت لوحة أبي «الطفلة صاحبة لعبة الكجة» الكثير من التقدير والثناء أثناء عرضها في معرض باريس في نفس السنة، وأتذكر ما قاله أبي لأحد المعجبين بفنه: «نرسم بالصباغة والألوان ولكن في حقيقة الأمر نرسم بالشعور المغمور بالإحساس». نبذة عن حياة الرسام الفرنسي
|