كامل كيلاني وحكاية «الأرنب والصياد»
كامل كيلاني وحكاية «الأرنب والصياد»
رسوم: محمد حجي في مثل هذا الشهر من عام 1897 ولد في القاهرة الأديب كامل كيلاني إبراهيم، وتعلَّم في الأزهر، ثم التحق عام 1907 بمدرسة أم عباس الأولية، وأحب منذ صغره حفظ الشعر. ودرس اللغتين الإنجليزية والفرنسية إلى جانب لغته العربية الأم، ثم دخل الجامعة المصرية القديمة عام 1917. وبعد أن تخرج كامل كيلاني من الجامعة عَمِلَ في التدريس والصحافة مدةً، ثم عمل في وزارة الأوقاف إلى أن أحيل على التقاعد عام 1954. وخلال حياته التي امتدت حتى 9 أكتوبر من عام 1959 اتجه إلى الكتابة في أدب الأطفال، وأصدر في عام 1922 قصته الشهيرة «السندباد البحري»، وكانت أوَّل محاولة قصصية حديثة يقوم بها أديب عربي بالتأليف للطفل خارج المقررات الدراسية، وشجعه نجاح «السندباد البحري» لأن يكتب قصصا وشعرا كثيرا للأطفال، وتكونت من كتاباته ومؤلفاته «مكتبة كاملة للطفولة»، أليس اسمه كامل؟ وقد حيَّاه أمير الشعراء أحمد شوقي بأبيات قال فيها: يا «كامل» الفضل قد أنشأت مكتبةً أصدقائي: هيا بنا نقرأ ماذا كتب كامل كيلاني في قصيدة جميلة أسماها «قصة أرنب»،يقول في مطلعها: إسمعْ منِّي ما أحكيهِ *** وسط الغابة نهرٌ يجري يحكي كامل كيلاني في قصة الأرنب الذي استطاع أن ينجو من رصاص الصياد الذي جاء ليصطاده، وبذلك يجمع بين أسلوب القصة القصيرة، أو الحكاية الصغيرة، وأسلوب الشعر الذي يحتوي على الموسيقى الشعرية الرائعة، والصورة الأدبية الجميلة، ومفردات الطبيعة الخلابة من غابة ونهر وأشجار وأزهار بما تشتمل عليه من خضرة وألوان زاهية، إلى جانب عناصر الحركة والقفز والجري، وحرف الراء ايضا يجري في القافية. وهو الحرف العاشر في الترتيب الألفبائي العربي، وهو أيضا الحرف الأكثر دورانا في كلمات الطبيعة مثل: (أرض ـ بحر ـ قمر ـ رعد ـ برق ـ مطر ـ صخر ـ صحراء ـ نار ـ شجر ـ ثمر ـ رمل ـ فجر ـ ظهر ـ عصر ـ مغرب ـ .. الخ). إن مشاهد الطبيعة بكل ما تحمله من ألوان وبهجة ومرح وسرعة تحلق في القصيدة التي قسمها الشاعر إلى أربعة أقسام بعد المقدمة التي ذكرناها سابقا، وكأننا نشاهد شريطا سينمائيا سريعا يتكون من أربعة مشاهد كالتالي: - عند الجسر اليومُ جميلْ - صياد هذا رجلٌ - وراء الشجر هرب الأرنبْ - نجاة الأرنب سمع الأرنبْ
|