الكرة النطـَّاطة.. ترجمها عن الإنجليزية: حسن نور

الكرة النطـَّاطة.. ترجمها عن الإنجليزية: حسن نور
        

رسم: لجينة الاصيل

          وجدت الطفلةُ «كات» كرةً صفراءَ فأخذتها إلى البيت، وما لبثت أن راحت تلعبُ بها بأن تقذفها إلى الحائِط وتلقفها.. وهكذا، وما إن ألقت بها إلى الأرض حتى ارتدت إلى أعلى لترتطم بالسقف ثم ترتد لتصطدم بالقطة، ثم انفلتت بعد ذلك من الباب الذي كان مفتوحًا إلى الخارج.

          تعقبت كاتُ «الكرةَ» إذ جرت إلى الطريقِ، لكنها كانت قد اختفت تمامًا، فلم تعثر لها على أثرٍ في أي مكان.

          كان بائعُ اللبن في الجانب الآخر من الطريق قد غادر شاحنته فوجدَ الكرةَ التي أعطاها لابنه الصغيرِ، وهو يقول له: لقد وجدتها في شاحنتي.

          سأله ابنه: كيف دخلت الكرة الشاحنة؟

          قال الأب: لا أعرف.

          شكر الابنْ، الذي بدا سعيدًا أباه، ثم راح يلعبُ بالكرة، يقذفها مرة إلى أعلى فتصطدم بالسقف، ومرة أفقياً لترتد من الحائط، وهكذا، وبينما هو كذلك إذ بها تنفلت إلى الطريقِ وتظل تتدحرجُ إلى أن تنفلت إلى الحديقة وتجتاز سورها.

          تصادف أثناء ذلك مرورُ قطارٍ، كانت تركبه الطفلةُ «كارلا»، مع أمها، وبينما هما جالستان في مكانهما إذ بالطفلة «كارلا» تصيحُ فرحةً: انظري يا أمي.. إنها كرة.. لقد دخلت من النافذة.

          ثم راحت تلعب بها بأن تقذفها عالياً فترتد من السقفِ إلى أرضية القطار، ثم ترتد منها لتنفلت من النافذة إلى خارج القطار، لتستقر َبين أَقفاصِ الجزر والبصلِ والطماطِم والتفاح والكمثرى التي كانت تنقلها إحدى الشاحناتِ التي تصادف مروُرها آنذاك بجوار القطارِ، ولما وقفت الشاحنةُ وراء إشارة المرور الحمراء تدحرجت الكرةُ وَسقطت إلى الطريقِ، وظلت تثب مرةً واثنتين وثلاثاً لتعبر أحد الكباري.

          انظر إلى هذه الكرة.. صاح «رانجت»، لقد سقطت من فوق الكوبري، ثم أخذها ليلعب بها هو واخوه الصغيرُ، إذ راحا يتقاذفانها بينهما، لتنفلت منهما فجأة وتتدحرج نحو الطريق، ثم إلى أرض خلاء واسعة مسيجة بسورٍ، وهكذا حتى تدحرجت إلى الطريق، لتصيح «كات» فرحة: ها هي كرتي التي كنت قد فقدتها تعود إليّ. وراحت تلعب بها في حرصٍ شديدٍ حتى لا تفقدها مرةً ثانيةً، وهي فرحةٌ سعيدةٌ.

 


 

نيتي لونشتاين