جولة في عالم الأوركسترا السيمفوني وآلاتها

جولة في عالم الأوركسترا السيمفوني وآلاتها
        

الأوركسترا (Orchestra):

          وهي مجموعة من العازفين على الآلات الموسيقية الكلاسيكية التي تُصَنَّف ضمن أربع عائلات بأعداد متناسبة، مهمتها تقديم المقطوعات الموسيقية الراقية بأفضل شكل ممكن.

          أما معنى كلمة أوركسترا لغويًا وتاريخيًا فهي لفظ يوناني قديم تبنته جميع لغات العالم (بالفرنسية Orchestre - بالإنجليزية Orchestra - بالألمانية Orchester), حيث كان يطلق هذا اللفظ على الجزء الأمامي من خشبة المسرح المخصص لجلوس الفرقة الموسيقية المرافقة للمسرحية, أما حديثًا فقد أصبح اللفظ يطلق على الفرقة الموسيقية نفسها وليس على مكان العزف.

قائد الأوركسترا (Maestro):

          (المايسترو) كلمة إيطالية الأصل تعني الأستاذ أو المعلم, ثم أصبحت في ما بعد لقبا لقائد الأوركسترا, ويشغل المايسترو أهم دور في الأوركسترا نظرا لأهمية عمله فهو بمقام المخرج بالنسبة للأعمال الدرامية.

          تحتاج قيادة الأوركسترا إلى الموهبة والعلم في آن, فالمايسترو هو عقل وروح الأوركسترا, حيث يقوم المايسترو بشرح وتفسير مضمون المقطوعة للعازفين بما يضمن تقديمها بأفضل شكل, وكثيرا ما يجري تساؤل حول أهمية دور المايسترو ومعنى حركاته: هل هي مجرد استعراضات بهلوانية شكلية, أم هي إشارات ذات معنى دلالي, وهل يعي جميع العازفين معنى هذه الحركات؟ والجواب هو نعم فلكل حركة مدلولها وأهميتها التي يفهمها جميع أعضاء الأوركسترا.

          يدرس قائد الأوركسترا علوم الموسيقى النظرية وفن التأليف الموسيقي وعلم الآلات الموسيقية وفن القيادة لعدة سنوات في المعاهد المختصة.

          في عام (1922) ظهر في الاتحاد السوفييتي (سابقا) تجربة الأوركسترات من دون قائد كما ظهرت في التشيك والسلوفاك والمجر وأمريكا, إلا أن هذه البدعة توقفت سريعًا وأثبتت عدم جدواها مما أكد أهمية قائد الأوركسترا الذي لا غنى عنه.

العازف الأول في الأوركسترا (Leader):

          وهو أمهر العازفين في الأوركسترا ويلي قائد الأوركسترا أهمية، ويعتبر مساعدًا لقائد الأوركسترا, آلته هي الكمان ويجلس على يسار قائد الأوركسترا وتوكل له عدة مهام كتجهيز الأوركسترا قبل الشروع بالعمل من قبل المايسترو.

عصا القيادة (Stick):

          في منتصف القرن التاسع عشر وفي العاصمة النمساوية فيينا, ظهرت طريقة يوهان شتراوس الابن بالاعتماد على قوس آلة الكمان في قيادته لمقطوعات الفالس الشائعة, هذه الطريقة التي مازالت حتى الآن معتمدة من قبل بعض عازفي الكمان الكبار أثناء أداء بعض مقطوعات الكونشيرتو, إلى أن ظهر في فرنسا أسلوب جديد يعتمد على ضرب الأرض بواسطة عصا غليظة لتوضيح الإيقاع ويُذكَر أن الموسيقار «جان باتيست لوللي» قد هرس إصبع قدمه بهذه العصا الغليظة مما أدى إلى انتشار المرض في قدمه حيث توفي إثر ذلك, ثم اختُزلت العصا الكبيرة بعصا صغيرة خفيفة نظرًا لسهولة حركتها وتجاوبها.

          يُفَضِّل بعض القادة الاعتماد على أيديهم في قيادة الأوركسترا دون الاعتماد على العصا, ومازال قادة الكورال يتبعون هذا الأسلوب حتى وقتنا الحالي.

 


 

رامي درويش