بحيرةُ العسل.. قصة: متولي الشافعي
بحيرةُ العسل.. قصة: متولي الشافعي
رسوم: علي فكري كان الغراب عائداً مع أصدقائهِ الطيورِ.. وفي أثناء ذلك لفت انتباهَهُ شيء ما فاستأذن من أصدقائه وانصرف. هبط الغرابُ على حافة البحيرةِ وأخذ ينقر فيها ثم رفع رأسَه وصاح: إنه عسلٌ.. ما ألذ طعمه! التفت يميناً ويساراً ولم يجد أحداً حوله.. قال بدهشة: بحيرةٌ من العسل ولا يعرفها غيري! أخذ الغرابُ يأكل العسل مسرعاً وهو فرحانٌ.. إنه لذيذٌ.. هكذا قال. ثم طار في سعادةٍ فوق البحيرة وهو يردد: سوف آكل العسلَ كله، والبحيرةُ لي وحدي. هبط الغرابُ في وسط البحيرة وراح ينقر بنهم ويقول: البحيرة كبيرة، والعسل كثير.. لكن بطني صغيرة! وأخذ يأكل العسلَ وهو ينظر حوله في قلق بعد أن امتلأت بطنه بالعسل. انتفخت بطنُ الغراب وغاصت رجلاه في العسل وقال متمنياً: لو كانت بطني كبيرة؟! وحاول أن يرتفع لكنه لم يستطع.. وقال: لا بأس.. لا بأس.. الآخر سأخرج من البحيرة وأطير. لكن جناحيه التصقا بجسده وكاد يغرق في العسل وعجز عن الطيران وصاح غاااااق غااااق. وعندما انطلقت الطيورُ مع شمسُ الصباح اكتشفت بحيرةَ العسل. قال الهدهد: فليأخذ كل طائر ما يكفيه. وقلت الحمامة: هذا ما تعودنا عليه. لمحت الطيورُ رأسَ الغرابِ الذي كان يصيح بصوت ضعيف: غاااق غاااق.. غاااق. أسرعت الطيورُ لنجدته وانتشلته من البحيرة وطارت به إلى جوار عين للمياه وقالت عصفورة: صبوا الماء فوق رأسه وجسده. هز الغرابُ رأسَه بعد أن استراح قليلاً وشكر أصدقاءه الطيورَ التي أنقذت حياته. حملت الطيورُ الغرابَ وارتفعت به لأعلى. وبينما هو يحلق بينهم كان ينظر إلى البحيرة ويقول: في المرة القادمة سآخذ ما يكفيني فقط من بحيرة العسل.
|