السدو.. فن حياكة الصوف عند البدو.. إعداد: حصة الشميمري

السدو.. فن حياكة الصوف عند البدو.. إعداد: حصة الشميمري
        

          يدعوكم جمول لزيارة أهل البادية ليعرفكم على فن يعتبر من أقدم فنون الحرف التقليدية في شبه الجزيرة العربية وهو السدو ويعني مد اليد نحو الشيء كما تسدو الجمال في سيرها.

          يوضح جمول لقراء مجلة العربي الصغير أن البداوة تتميز بعادات وتقاليد أملتها طبيعة الحياة المحيطة بهم وهي الصحراء، فالبدو يسكنون في بيت شعر مصنوع من شعر الماعز وصوف الاغنام وغذاؤهم من حليب ولحوم. 

          وتمثل الخيمة أو بيت الشعر الملجأ الوافي الذي يرتاحون فيه من عناء حياتهم الشاقة ويمتعون نظرهم بالمنسوجات الزاهية بألوانها ونقوشها الجميلة التي تختلف بالمقارنة مع بساطة احتياجاته المادية.

          ويحب جمول أن يوضح لكم أن موضوع السدو نابع من بيئته الصحراوية وهو يعتبر أن أجداده كان لهم دور عظيم في أعمال السدو، وقد تعلم جمول الكثير عن هذا الفن ويقول: تعتبر بيوت الشعر ومفروشاتها أول ما تمت حياكته بينما المساند فكانت ثقيلة لم يستطع أجدادي أن ينقلوها على ظهورهم!

          لاحظتم في أعمال السدو استعمال الألوان الصارخة كالأحمر والبرتقالي، هل تعملون لماذا?

          استعملت المرأة البدوية الألوان الصارخة كالأحمر والبرتقالي في منسوجاتها لتضفي البهجة من حولها وكرد فعل على صرامة البيئة الصحراوية وعبوسها، ويعتبر اللون الأحمر من الألوان المفضلة عند البدو في الكوبت ويرتبط لديهم بالبهجة والسرور ويعود الى كونه لون الدم وبالتالي رمز الحياة.

          ويسأل جمول قراء مجلة العربي الصغير: لقد كان أجدادي من الجمال يتزينون بالسدو من كراكيش وجدائل ملونة ولكن هل تعرفون كيف يغزل السدو؟

          يغزل السدو بواسطة النول اليدوى وهو في غاية البساطة، ولكنه يؤدي بكفاءة عالية عملية الحياكة سواء كان النسيج بسيطا عاديا أو ذا تصميم معقد مثل نقشة الشجرة.

          وينصب النول خصيصا كلما أريد حياكة قطعة من النسيج ويفك بعد إتمام الحياكة. ويتميز النول اليدوي بسهولة نقله من مكان الى آخر حيث يمكن لف النسيج والنول معا ونصبه في أي مكان فيكون ملائما جدا لطبيعة الحياة في البادية التي تعتمد على الشد والترحال.

          و«جمول» سيحكي لكم عن نوعية الصوف الذي يغطيه.

          ان الجمل يغطيه شعر خشن طويل، تحته وبر ناعم رفيع ومن خصائص أليافه أنه عازل وفي الجو الحار يسقط شعر الإبل ومعه الوبر على هيئة كتل متشابكة.

          من المعروف أن شعر الجمل ووبره يقبل الصباغة ولكن لا يقبل التبييض ولأن لونه الطبيعي جذاب بذاته فهذه الخاصية لا تعتبر عيبا.

          ومصدر شعر الجمل ووبره من القطعان التي تربى بالكويت ويتم شراؤه محليا. وقطعان الماعز متوافرة بالكويت وتربى من أجل لحمها وألبانها وشعرها. وألياف شعر الماعز طويلة ومتينة ومع صعوبة الغزل بها الا أنها تستخدم أساساً في حياكة بيت الشعر وبدرجة أقل في المشغولات اليدوية الأخرى.

          ويستخدم نسيج شعر الماعز في صناعة بيوت الشعر للأسباب الآتية:

          1 - لونه الأسود الداكن يمتص الحرارة.

          2 - عندما يبتل النسيج تتفتح الخيوط ويزداد التحامها مع بعضها وأيضا نظرا لخاصية الشعر الزيتية فإن النسيج يصبح طاردا لماء المطر.

          3 - النسيج قوي لايرتخي.

          4 - شديد التحمل.

الغزل

          يقوم البدو بغزل صوف الغنم وشعر الماعز ووبر الجمل يدويا مستخدمين لذلك مغزلا بسيطا من قضيب مثبت في طرفه قرص خشبي له أربعة أطراف في وسطه مخطاف أي سنارة من الحديد تعطي المغزل القوة الدافعة اللازمة حينما يدور وهو يتدلى من طرف الخيط، والغزل بالمغزل اليدوي هو أقدم أنواع الغزل المعروفة وفائدته أنه يسمح للغزالة بأن تنتقل بحرية في نفس الوقت الذي تقوم فيه بعملية الغزل.

          والصوف لا يغسل أو يصنف قبل عملية الغزل بل يكتفى بأن تزال فقط الأوساخ وأغصان الأشجار العالقة به باليد ثم يستخدم مشطان من الخشب لهما أسنان حديدية لتمشيط الصوف كي تصبح أليافه متوازية صالحة للغزل. ثم توضع ألياف الصوف الممشط على التغزالة وهي قصبة خشبية توضع تحت إبط الغزالة أو بين قدميها عند الجلوس وتسحب الألياف منها لتغزلها.

 


 

حصة الشميمري