أدباء الغد

أدباء الغد
        

القِدْر السحرية

          في يوم من الأيام كان يوجد رجل اسمه حمدان يعيش في قرية صغيرة مع أسرته وكان حمدان لديه طفلان أحمد وليلى وزوجة اسمها أمينة، كان حمدان فقيراً جداً حتى أنه كان يبيع أثاث بيته حتى يأتي لزوجته وطفليه بالطعام. وفي يوم أصبح البيت خالياً من الأثاث، فحزنت الزوجة والأطفال أخذوا يبكون من الجوع، فقالت الزوجة لحمدان: ماذا سنفعل؟ لقد نفد الأثاث كله من البيت وليس لدينا أي شيء نبيعه حتى نشتري طعامًا، فقال لها: ليس لدي شيء أفعله، خرج حمدان ليبحث عن عمل وهو في طريقه قابل رجلاً ضعيفاً جداً وملابسه مرقعة، قال الرجل العجوز: أعطني مما أعطاك الله، فقال له حمدان: ليس لدي شيء أعطيه لك أنا فقير جداً، وإن كان معي مال لكنت أعطيتك منه، فضحك الرجل العجوز وقال له: لقد كنت أختبرك لأعرف هل تستحق هذه الهدية أم لا؟، فأعطاه الرجل قدراً فسأله حمدان ما فائدة هذه القدر قال له العجوز: هذه قدر سحرية إذا ألقيت فيها قطعة نقود فإنها تزداد فتصبح نقوداً كثيرة، فرح حمدان بهذه القدر ورجع إلى بيته وهو سعيد، فحكى لزوجته ما حدث، ففرحت الزوجة فرحاً شديداً، وأصبح حمدان أغنى أغنياء القرية، ولكن ماذا حدث بعد أن أصبح غنياً؟ في يوم كان حمدان يسبح في البحر، جاءت موجة عالية جداً، وكادت أن تغرقه، أخذ يصرخ ويقول: النجدة، النجدة، ولكن كلما مر أحد بجانب الشاطئ ينظر إليه ويمشي ويتركه، ولكن واحداً من أهل القرية نزل إلى البحر وأنقذه، فسأل حمدان الرجل: لماذا لم ينقذني أحد من أهل القرية، وكلما مر أحد يتركني؟ فرد الرجل وقال: إنك بعد أن أصبحت غنياً أصبحت رجلاً مغروراً ولا تكلم أحداً وتمشي بغرور. أنصحك يا أخي ألا تتكبّر وتعاون مع الناس وخالطهم، فرجع حمدان إلى بيته حزيناً، وأدرك حمدان أن القدر لها نعمة ونقمة، نعمتها أنه أصبح غنياً ونقمتها أنه تكبر على الناس فأصبحوا يكرهونه،  فكسر حمدان القدر وقال: لا أحتاج بعد ذلك إليك، وأصبح حمدان يخالط الناس ويتعاون معهم، وأصبح يتصدّق على الفقراء والمساكين، وكبر أبناؤه، وعاش حمدان سعيداً. وحمدان يقول لكم نصيحة: إذا أصبحت غنياً مثلي فلا تجعل المال يبعدك عن الناس لأنهم سيكرهونك.

قصة: إيمان كامل
13 سنة ـ مصر