أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء
        

          بنهايةِ هذا الشهر، يُخْتتمُ عامٌ ميلادي كامل، وقبل أيام من نهايته نودع عامًا هجريًا آخر. وهذه الأعوام التي تمر ـ بشهورها الهجرية والميلادية ـ تمثل زمنًا كبيرًا، يجب ألا يضيع هباء.

          أسأل البنات والأبناء الأعزاء، من منكم كان يضع لنفسه خطة عمل خلال العام الماضي، فيجلس اليوم، على عتبة باب العام الجديد، ونهاية العام القديم، لحساب ما تحقق من أحلام، وما تم إنجازه من خطط؟

          إن الساعة، وبها ستون دقيقة، وقتٌ كبيرٌ يمكننا أن ننجز فيه أشياء كثيرة. وحين اشاهد مباريات كرة القدم أسمع المعلق على المباراة يردد دومًا أن الهدف يأتي في ثانية. أي أن ثانية يمكن أن تغير نتيجة مباراة، ويمكن أن تمنح الفوز بالمباراة ـ بل والبطولة بأكملها ـ لفريق لأنه استفاد من فرصة جاءت في ثانية واحدة.

          ونحن لا نتحدث عن ثانية، ولا عن دقيقة، ولا عن ساعة، ولا عن يوم، ولا عن شهر، بل نتحدث عن عام كامل فيه 12 شهرًا. ألا يكون وقتا كبيرًا لو مر دون أن ننجز شيئًا له قيمته.

          إن الانتقال من صف دراسي إلى صف دراسي جديد هو إنجاز كبير. وهو اليوم أولوية لبناتي وأبنائي الأعزاء. ولن يكون ذلك إلا باجتهاد طوال العام.

          فالحصاد لا يأتي إلا بعد جهد متواصل، لذلك يحتفل المزارعون بأعياد الحصاد لأنها تمثل الحصول على شهادة نجاح لهم، بعد أن أمضوا شهورًا في غرس البذور ورعايتها بالماء وتنقية الأرض من الأعشاب الضارة والحشرات المضرة، وصد الرمال والرياح عن الأشجار، وغيرها من الأمور التي تضمن للثمار أن تكبر، وتنضج.

          في نهاية العام، ارصدوا ما تحقق. وابدأوا بوضع خطة لعام جديد.

 


 

سليمان العسكري   

 




صورة الغلاف