سنّونةٌ نجمةُ الحفلةِ

سنّونةٌ نجمةُ الحفلةِ
        

          فرحت «سنونة» كثيراً حين وصلتها دعوةٌ لحضورِ عيد ميلاد صديقتها وأسرعت إلى أصدقائِها الأسنان تخبرهم عن الحفلةِ وقالب الكيك الكبير الذي سيأكلونَه.

          قال «سنون»: أعرفك تحبين الحلويات كثيراً وتأكلينها بنهمٍ (شراهة). ألا تخافين على نفسِك من التسوّسِ.

          قالت «سنونة»: ولماذا أخاف؟ أنا آكل الحلويات ثم أنظّف جسدي بالمعجونِ والفرشاةِ.

          ضحك «سنون» قائلاً: ومَن قال لك إن هذا يكفي لإزالةِ آثار الطعامِ المتراكمةِ بين الأسنانِ وتحت اللثةِ.

          قالت «سنونة»: ماذا تقصد؟

          «سنون»: هناك وسائلٌ كثيرةٌ وحديثةٌ يجب أن تستخدميها مثل خيوط التنظيفِ للمسافاتِ بين السنية والمضامض الفمويةِ والحبوبِ الملونةِ التي تكشفُ لك مكان وجود طبقة البلاك.

          قالت «سنونة»: بدهشةٍ حقاً.. أنا لا أستخدم هذه الطرقِ الحديثةِ.

          «سنون»: ولهذا السبب مع وجود السكريات ستهاجمك البكتيريا وتفرز مادةً حمضيةً تدمّر طبقةَ الميناءِ البيضاءِ الجميلةِ التي تغطي جسدك ويبدأ النخرُ الأسودُ القبيحُ يشوّهك ويسبّب لك آلاماً شديدةً.

          قالت «سنونة»: آه.. لقد أخفتني يا سنون.. كفى أرجوك.

          قال «سنون»: ليس هذا فقط، بل يجب أن تزوري طبيب الأسنانِ كل ستة أشهر لإزالةِ طبقة البلاك القاسيةِ التي تتراكم مع الزمنِ ولا تزيلها فرشاة الأسنانِ، بالإضافةِ إلى تطبيق مادة الفلورايد التي تقي جسدك من التسوّس.

          «سنونة»: آه يا سنون.. فعلاً لقد بدأت تصبّغات القهوةِ والشاي والكولا تجعلني بنيةِ اللونِ.

          قال «سنون»: والآن وبعد كل هذا هل ستذهبين إلى حفلةِ عيد الميلادِ وتأكلين الحلوى.

          قالت «سنونة»: نعم سأذهب ولكن بعد أن أطبّق كل نصائحك يا صديقي «سنون» وسأكون نجمةَ الحفلةِ وسأبدو في أحلى مظهرٍ.

          في اليوم التالي ذهبت «سنونة» إلى طبيبِ الأسنانِ وطلبت منه أن يجعلها أحلى سنونة في الحفلةِ.

          قال الطبيبُ ستكونين «نجمةَ الحفلِ» يا «سنونة».

          وبدأ طبيبُ الأسنانِ ينظفُ طبقةَ البلاك الصفراء بجهازٍ خاصٍ له اهتزازاتٌ ثم وضع معجوناً ذا نكهة (رائحة) طيبة وباستخدام فرشاةٍ آليةٍ بدأ يزيلُ كلَّ التصبغاتِ البنيةِ والرماديةِ عن سنونة.

          ثم وضعَ مادةً تشبه الجيل ووجّه جهازاً خاصاً يطلق أشعةً زرقاء تدعى البلازما وبعد ساعة من الزمنِ أصبحت «سنونة» ناصعةَ البياضِ ومضيئةً كالقمرِ.

          قال طبيبُ الأسنانِ: والآن سأهديكَ أحلى مفاجأة.

          صاحت «سنونة» من الفرحةِ: ما هي يا دكتور؟

          أحضر طبيبُ الأسنانِ ألماسةً رائعةً وألصقها على وجه «سنونة» الأبيضِ فأصبت جميلةً كالأميرةِ المتوّجةِ بتاجِ الألماسِ.

          وفي يومِ الحفلةِ، احتفلَ الأسنانُ بعيدِ ميلادِ صديقتهم وصفّقوا وغنّوا وحين حضرت «سنونة» المزينة بالألماسةِ صاحوا معجبين:

          ما أجملك اليوم يا «سنونة»

          أنت اليوم نجمة الحفلة.

 


 

لينة الدسوقي