موسوعة العربى الصغير.. الطب النووي.. طب المستقبل
موسوعة العربى الصغير.. الطب النووي.. طب المستقبل
للفيزياء النووية ذكرى أليمة في تاريخ البشرية مصدرها القنبلتان الذريتان اللتان ألقتهما أمريكا على مدينتي هيروشيما ونجازاكي باليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية، ولكن هذا الوجه القبيح للطاقة النووية لا ينبغي أن يخفي فوائدها للبشرية في مجال توليد الكهرباء ومجالات الزراعة والصناعة والطب. مزايا التشخيص النووي ترجع أهمية استخدام الطاقة النووية في مجال العلوم الطبية لأنها ذات إمكانات خاصة تساعد على تشخيص الأمراض بدقة أكبر من الطرق الأخرى، فهي تظهر وظائف الجسم المختلفة للطبيب فيكون له دور كبير في معرفة المرض مبكراً وبالتالي يساعد على سرعة الشفاء، ويتعرض الجسم أثناء الفحص إلى كميات محدودة من الإشعاع دون أن تسبب أي مضاعفات، لأن كل فحص له جرعة محددة دولياً من المادة المشعّة يتعرض لها الجسم لفترة قصيرة تتحلل بعدها فيزيائياً ويقوم الجسم بطرد كميات كبيرة منها عن طريق البول والبراز والعرق والتنفس. ونجد أن تلك المواد المشعة لا تؤثر بالتالي على المرافقين للمرضى أو العاملين في مجال الطب النووي. كيف تجرى الفحوص بالأشعة النووية؟ لا تحتاج الفحوصات بالأشعة النووية إلى تحضير خاص للمريض أو تخدير ولكن بعضها يحتاج إلى تناول كميات كبيرة من السوائل أو أن يكون المريض صائماً عدة ساعات قبل الفحص، ويقوم الطبيب بإعطاء المريض الدواء الإشعاعي عن طريق الفم أو الحقن بالوريد فيصل الدواء إلى الدم الذي ينقله بدوره إلى العضو المراد فحصه، فيتم أخذ العديد من الصور بكاميرا تعمل بأشعة جاما ثم تعرض تلك الصور على حاسوب خاص فيمكن للطبيب أن يشخص المرض ويقرر العلاج. أمراض تشخص نووياً منذ أواخر القرن العشرين تستخدم بعض العناصر المشعة في علاج أمراض السرطان والآن تستخدم بدقة في معرفة حجم الأورام السرطانية مثل سرطان الرئة، وبالتالي يقرر العلاج بدقة أكثر كما أنها تحدد إمكانية التدخل الجراحي في حالات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، كما تستخدم في تشخيص العديد من الأمراض مثل أمراض الدماغ حيث تقوم كاميرا أشعة جاما بتصوير حركة الدم في الدماغ وبالتالي يمكن معرفة الجزء المصاب بالتحديد، كما تستخدم في تشخيص مرض هشاشة العظام والتهاب المفاصل.
|