عباقرة التاريخ.. ألكسندر جراهام بِل مخترع الهاتف

عباقرة التاريخ.. ألكسندر جراهام بِل مخترع الهاتف
        

ولد سنة 1847 توفي سنة 1922

          لم يكن يعلم جراهام بل أنه سيصبح في يوم من الأيام من عباقرة التاريخ الذين سيفيدون البشرية باختراعاتهم المتميزة والمثيرة، وسيخلده العالم للأبد بإنجازه الرائع واكتشافه المتميز والعبقري شأنه في ذلك شأن طوماس أديسون مخترع الكهرباء، وجوتنبرغ مكتشف ماكينة الطباعة وابن يونس مخترع رقاص الساعة وغيرهم كثير. إنه جراهام بيل مخترع التليفون.

          لم يكن جراهام بيل بنوي أن يخترع شيئاً اسمه التليفون، ولم يكن لديه أي تصوّر بشأن هذا الجهاز الذي بين أيدينا الآن، لقد كان جراهام بيل مولعاً بالاختراع، يقضي الأيام الطوال في البحث والتجربة دون أن يتسرّب الملل أو الكلل إلى قلبه، فقد كان مؤمناً بأن التجارب هي الخطوة الأولى للمعرفة والاكتشاف.

          كان جراهام بيل يشتغل مدرساً فسيولوجيا للصم والبكم، وفي المساء يكون موجوداً في مختبره يجتهد في تجارب البرق التوافقي وهي عبارة عن نبضات تستعمل في إرسال الرسائل المتعددة خلال وقت واحد وبسلك واحد.

          وسبب إقباله المتزايد وتعطّشه المتزايد على البحث وعدم ضياع وقته هو رغبته الأكيدة في الوفاء بوعده الذي كان قد قطعه لزوجته التي كانت تعاني من الصمم والبكم، فقد وعدها أن يخترع لها جهازاً يمكنها من السماع والكلام مع الناس مثل باقي البشر.

          في سنة 1875، وبينما جراهام بيل منكب على تجاربه كالمعتاد، تعطلت إحدى القصبات الفلزية للبرق التوافقي التي كان يشتغل عليها، وكان يساعده توماس واتسون الذي كان يعمل مساعداً له، ونتيجة خطأ غير مقصود جذب توماس القصبة الفلزية فأحدث ذلك صوتاً سمعه جراهام بيل فكان هذا الخطأ الأساس الذي انطلقا منه لتجارب مستقبليه.

          في سنة 1876 كان بل كعادته يجري الاختبار بصحبة واتسون الذي كان يساعده، فكان كل واحد منهما في غرفة، أي يقومان بالتجربة عن بعد، وفجأة سكب بل بعض الحمض على ملابسه من البطارية، فصاح قائلاً: «تعال هنا يا مستر واطسون، إنني أريدك»، فهرع واطسون إلى غرفة بيل وهو يصرخ والفرحة تملأ قلبه: «لقد سمعت كل كلمة نطقت بها يا مستر بيل، وبكل وضوح».

          فكانت هذه التجربة أول خطوة اعتمدها بل لاختراع الهاتف. وعرض بيل اختراعه المتميز في المعرض المئوي في ولاية فيلاديلفيا بالولايات المتحدة الأمريكية وذلك سنة 1876.

          وبعد أشهر قليلة أجرى جراهام بيل ومساعده واطسون أول مكالمة هاتفية بينهما على بعد مسافة 3 كيلومترات.

 


 

إعداد ورسوم: أحمد بهلولي   

\