مبدعو الغد.. الصحراء والبحر

مبدعو الغد.. الصحراء والبحر
        

          ذات مرة التقت الصحراء بالبحر، كانت الصحراء تعرف البحر جيداً أما هو فلا.

          الصحراء: مرحباً بك يا أمير المساوئ.

          البحر: كيف تتهمينني هكذا، وتجرئين على شتمي؟

          الصحراء: ألم تعرفني؟ أنا ملكة الخيرات يستفيد مني الإنسان، باطني يزخر بالثروات وأرضي خصبة طيبة وثرواتي كثيرة: نفط وغاز وذهب، أراض خصبة ومياه جوفية تسقي الحيوان والنبات والإنسان.

          البحر: عرفتك. أنت الصحراء قاتلة الإنسان بحرّك اللافح وجفافك ورياحك وزوابعك الرملية، أما أنا فباطني مليء بالأسماك واللالئ والمرجان، وتسافر على ظهري السفن بأمان وو....

          قاطعته الصحراء قائلة: ألا تعرف كم من سفينة حطّمتها بأمواجك العاتية؟ وكم من نفس بريئة أزهقتها برياحك وعواصفك الهوجاء، أتسمّي هذا منفعة للإنسان؟ وظل الجدال متواصلاً..

          حينئذ تدخلت الطبيعة بدورها وقالت: لكل منكما دور في هذه الحياة ولا يكتمل أحدكما إلا بالآخر، عليكما بادّخار ما لديكما لسعادة الإنسان وخدمة لمصالحه.

قصة: خديجة بنت موسى كديد - الجزائر
رسم : الحسين علي السيد هاشم - مصر