أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

نواصل حديثنا عن الماء، لأنه أصل كل الأشياء، وأهم ما في الوجود، ولا يستطيع كائن مهما كان أن يستغني عنه، ففي عدم وجود الماء، يكون الموت والفناء، لذا نجد الآن مشكلات كبيرة بين كثير من دول العالم، وخاصة في آسيا وأفريقيا، بسبب الماء الذي يستخدمه الإنسان في الشرب والزراعة والصناعة، وفي الحياة بوجه عام.

وقد تصاعدت حدة تلك المشكلات في السنوات الأخيرة، وبرزت لدى دول حوض نهر النيل الذي ينبع من بحيرة فكتوريا ويصب في حوض البحر المتوسط، ويمر في تسع دول بالقارة الأفريقية آخرها مصر.

وبعض المفكرين والعلماء يؤكدون أن الحروب القادمة بين كثير من دول العالم ستكون بسبب الماء، ويسمونها «حروب المياه».

غير أن للطبيعة موقفًا آخر من المياه بسبب ارتفاع درجة حرارة جو الأرض، ويراقب العلماء هذا الارتفاع ويقولون إن سخونة الأرض ستستمر في الارتفاع على مدار السنوات القادمة، وتبلغ بعد خمسة عشر عاما درجة واحدة زيادة.

ولا ينبغي أن نستهين بهذه الدرجة الواحدة، خاصة إذا عرفنا أن درجة حرارة كوكب الأرض على مدى 18 ألف سنة لم ترتفع غير خمس درجات مئوية فقط.

هذه السخونة سوف تتسبب في ذوبان جزء كبير من جليد القطبين الشمالي والجنوبي، ويؤدي ذلك إلى ارتفاع منسوب الماء في البحار والمحيطات، وسوف تختفي إثر ذلك دول ومدن بكاملها تعيش على حافة المياه، فالماء سوف يغمرها من كل الاتجاهات ويعلوها، فتكون أثرًا بعد عين.

ونضرب مثالا على ذلك بجزر المالديف التي تقع في المحيط الهندي جنوب دولة الهند، ويبلغ عددها أكثر من ألف ومائة جزيرة، ويطلق عليها البعض الدولة المائية، ويعتبرها السياح جنَّة الاستجمام في العالم، بسبب هدوئها الرائع وهوائها الصحي ورمالها الحريرية ونخيلها الشاهق وخضرتها مع زرقتها.

هذه الدولة المائية يتوقع العلماء أن تختفي تحت سطح الماء خلال 50 سنة. فهل من حلول عملية وعلمية لإنقاذ مثل هذه الجزر من الغرق وغيرها من المدن الشاطئية في كثير من دول العالم، بدلا من الصراع والاقتتال على الموارد المائية بين عدد من دول العالم؟

 


 

سليمان العسكري

 




صورة الغلاف