عيد الأضحى المبارك عيد العطاء والبهجة والمرح.. نجلاء خيري

عيد الأضحى المبارك عيد العطاء والبهجة والمرح.. نجلاء خيري

رسوم: أشرف الأسدي

هاهو عيد الأضحى المبارك يهل علينا بروائحه العاطرة ليزيد أيامنا بالفرحة والبهجة، وتمتلئ قلوب الأطفال بالسعادة لرؤيتهم خروف العيد وارتداء الثياب الجديدة، ويسعد الكبار بالعطف على الفقراء وتوزيع الأضحية، ومع أول أيام العيد يخرج الجميع لأداء صلاة العيد في المساجد مع ترديد أدعية خاصة بالعيد المبارك، كذلك يبدأ موسم الحج ويجتمع آلاف المصلين من كل أنحاء العالم على جبل عرفات في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة ليؤدوا مناسك الحج والدعاء بأن يعم السلام أرجاء العالم، ليأتي العيد في العام القادم ونحن أكثر سعادة واطمئنانًا ومحبة، وكل عام وأنتم بخير.

يوم العيد

يبدأ يوم عيد الأضحى بالصلاة والتهليل والتكبير، وهي سنّة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد قال الرسول: «مَن قال «سبحان الله وبحمده» يوم العيد ثلاثمائة مرة وأهداها لأموات المسلمين، دخل في كل قبر ألف نور ويجعل الله «عز وجل» في قبره إذا مات ألف نور، ثم تذبح الأضحية، ولأن الإسلام دين رحمة ومحبة وعطف، فقد أمر الأغنياء بأن يجعلوا الفقراء يشتركون في فرحة العيد وذلك بتوزيع الأضحية عليهم ليسعدوا هم وأولادهم، وقد كان أطفال المسلمين على عهد رسول الله يقومون بتوزيع اللحوم على الفقراء يوم العيد في بيوتهم فيجعلونهم يحسّون بالفرحة، وأن العيد للجميع، أغنياء وفقراء.

أصل حكاية الأضحية

في عيد الأضحى المبارك يقوم القادرون من الناس بذبح الأضحية وتوزيعها على المحتاجين، ولهذه العادة حكاية، بدأت عندما امتحن الله سبحانه وتعالى «إبراهيم عليه السلام»، فقد رأى خليل الله في منامه أنه يذبح ابنه بسكين، ولما قام من نومه، وحكى رؤياه على ابنه، فقال له إسماعيل: يا أبتاه افعل ما تشاء، فأخذه وخرج، وعندما أخرج السكين ليذبحه افتدى الله إسماعيل بكبش جاء به جبريل عليه السلام فذبحه سيدنا إبراهيم عليه السلام، ومن يومها والأضحية سنّة في عيد الأضحى، وتعتبر هذه هي أول أضحية عرفها التاريخ.

أضحية العيد

تختلف أضحية العيد حسب قدرة المضحّي، فالأضحية سُنّة ولا يعاقب تاركها، والمقتدر يشتري الأضحية لذبحها يوم العيد اقتداء برسول الله الذي ذبح بيده الشريفة كبشين يوم العيد ووزّع لحومهما على الفقراء، فقد جاء في الحديث الشريف أن الرسول صلى الله عليه وسلم ضحّى بكبشين أملحين أقرنين، ذبحهما بيده وسمّى وكبّر، والأملح هو الأبيض الخالص، أو الذي بياضه أكثر من سواده، والأقرن الذي له قرنان.

شروط الأضحية

يشترط في الأضحية أن تكون من الضأن أو الماعز أو البقر أو الجاموس أو الإبل، وألا تكون عمياء أو عوراء أو هزيلة أو عرجاء وأن تستطيع المشي إلى المذبح ولا تكون مقطوعة الأذن، وألا يكون بها أي عيب لأنها صدقة، والله لا يقبل من الصدقات إلا ما كان طيباً، وذبح الأضحية يكون بعد صلاة العيد، ويشترط أن يكون الجزار مسلماً. ولا يجوز أن يعطى أجره من الذبيحة، وإذا أعطي شيئاً فعلى سبيل الصدقة أو الهدية، كما أنه يحرّم بيع جلدها، ومن السنّة أكل ثلثها وإهداء ثلثها والتصدّق على الفقراء بثلثها.

خروف العيد

تختلف الأضحية بين الخروف والماعز والجاموس والإبل والبقر، ولكن شهرة الخروف تغطي على كل الأضحية، ويعتبر الخروف من أوائل الحيوانات التي استطاع الإنسان استئناسها، وكان في قديم الزمان يعتقد الناس أن الخراف تجلب الحظ والخير، وكانت تقاس ثروة الشخص بعدد رءوس الأغنام التي يمتلكها، وأشهر أنواع الخراف ما يسمى «المارينو الإسباني»، و«رامبوي الفرنسي»، فصوف «المارينو» يعطي عند قصه نحو 21 كيلوجراما، ويتراوح وزن الخروف ما بين 06 و551 كيلوجراما، والشاة قد تصل إلى 09 كيلوجراما. ويسير الخروف على حوافر مشقوقة من الوسط والكعب نحيف، والجزء العلوي من سيقانه عضلي، وليس لديه في الفك العلوي أسنان من القواطع، ولديه في الفك السفلي ثمانية قواطع بجانب ستة ضروس خلفية في كل فك، لذلك لا يستطيع أن يأكل العشب القصير بشكل أفضل مما تفعل الأبقار، ويعيش الخروف نحو ثلاث عشرة سنة، والشاة تحمل بابنها وعمرها سنة وتلد كل سنة، ومدة الحمل خمسة شهور، ويستطيع الخروف أن يقف على أقدامه في ثبات بعد يومين من مولده.

أعمار الأضحية

يشترط في الأضحية في الضأن والماعز ألا يقل عمرها عن سنة، أما البقر والجاموس فيشترط ألا يقل عمر الأضحية عن سنتين، والإبل ألا تكون أقل من خمس سنين، وتكفي الشاة عن الشخص الواحد، والناقة أو البقرة عن سبعة أشخاص بشرط أن يكون لكل منهم سُبعها، وإلا فلا تصح الأضحية لمن نصيبه أقل من السُبع.

حج مبرور

عندما يؤدي شخص فريضة الحج يذهب إليه الناس وتهنئه بقولهم «حج مبرور»، فما المقصود بالحج المبرور؟

الحج المبرور هو الحج الذي يتقبّله الله سبحانه وتعالى، وهو لا يكون مبروراً إلا إذا توافر فيه الإخلاص، ويبدأ توافر الإخلاص بالنية نفسها، فلا يحل المرء ضيفاً على الرحمان لاكتساب لقب أو على أنه رحلة سياحية، ولابد أن يصاحب الحج تطهّر من كل الذنوب، فلا يجوز أن يحج الإنسان بمال حرام، ولابد أن يرد للناس حقوقهم، وبذلك يعود وحجه مبرور وذنبه مغفور، وقد فرض الحج في السنة التاسعة من الهجرة.

رمي الجمرات

رمي الجمرات من مناسك الحج وهي لمدة ثلاثة أيام ابتداء من يوم 11 ذي الحجة، وأصل حكاية رمي الجمرات بدأت عندما وسوس الشيطان للسيدة هاجر أم إسماعيل بأن زوجها إبراهيم أخذ ابنها ليذبحه فخرجت من بيتها تجري، ولكنها وجدت زوجها وابنها راجعين فأخذت ترمي الشيطان بالحصى وصار رجم الشيطان بعد ذلك من مناسك الحج.

خمسة آلاف خروف

كان عبدالرحمن بن عوف من أغنى المسلمين، وهو أحد العشرة المبشّرين بالجنة، وكان كريماً، سخي اليد، وحدث أن جاء عيد الأضحى في سنة مجدبة لم ينزل فيها المطر، ففكر في إطعام فقراء المدينة كعادته في يوم العيد من كل عام، فركب ناقته وذهب إلى اليمن واشترى من رعاتها خمسة آلاف خروف ولم يرجع بها إلا ليلة العيد. وفوجئ الفقراء عند صلاة الفجر بمنادٍ ينادي الناس للقاء «عبدالرحمن بن عوف» خارج المدينة، فخرج الناس مسرعين وهناك وجدوا الأضاحي في انتظارهم، فأخذ كل منهم حاجته وعاد إلى بيته يحمد الله على ما أعطاه.

كساء الفقراء

عندما كان يدخل شهر ذو الحجة ويقترب عيد الأضحى، كان «عبدالله بن عمر» رضي الله عنه يقوم بشراء قطع كثيرة من القماش ويوزّعها ليلاً على الفقراء والمساكين حتى يخرجوا يوم العيد، وكل منهم في ثوب جديد، وتصادف أن كان «عبدالله بن عمر» في ضائقة مالية في موسم الحج ذات سنة، فعز عليه أن يقطع عادته عن الفقراء والمساكين، فاستدان من تجار التمر مبالغ كبيرة حتى ينضج المحصول، وقام بشراء ملابس العيد للفقراء والمساكين وبارك الله في تمره، فكان محصوله ضعف ما كان في الأعوام السابقة. وذلك ببركة الصدقة وحب الخير.

 


 

نجلاء خيري