جون بابتيست مونج.. فنانٌ يحب الإتقان.. إعداد: بلال بصل

جون بابتيست مونج.. فنانٌ يحب الإتقان.. إعداد: بلال بصل

إنه عالمٌ مدهش يجعلنا نشعر وكأننا نحلم بغابة مليئة بالأشجار والأقزام، نعيش فيها مغامراتٍ من الخيال العلمي، من خلال رسومٍ رائعة، نفذت بمهارة وإتقان، للرسام الفرنسي المشهور جون بابتيست مونج (Jean-Baptiste Monge).

بعيداً عن شخصية هذا الفنان المحبة والمتواضعة، نكتشف خلال الحديث معه، إنساناً كافح وتعب ليتعلم ويصل لهذا المستوى من الإتقان.

يقول مونج لي وهو يبتسم بمحبة، حينما سألته عن نصيحته للرسامين المبتدئين، الذين سيشاهدون رسومه ربما للمرة الأولى على صفحات العربي الصغير:

«من يريد ان يصبح رساماً ماهراً، يجب عليه ان يحب الرسم كثيراً، أن يجلس لساعات يتدرب ويتدرب، «الأمر ليس سهلاً ويحتاج لمثابرة».

أخبرني مونج عن بداياته، كان يشتري المجلات المصورة ويتابع ما بداخلها من قصص ورسوم، فيشاهد كيف تمت معالجة الرسم ويقوم بتقليده ليتعلم منه، وبالرغم من أن الفن التاسع، أي فن القصص المصورة لم يستهوه للعمل به، الا انه استفاد من الاطلاع على أعمال رواده، فازداد ثقة وخبرة.

ولد مونج في مدينة نونت الفرنسية العام 1971، ويُعتبر من الرسامين الذين حافظوا على صداقتهم المتينة مع الرسم التقليدي، مثل استخدام قلم الرصاص والألوان الخشبية والمائية، بالرغم من استخدامه للتقنية الحديثة أحياناً. يتحدث عن هذا الأمر قائلاً: «أجد متعة غريبة حينما أمضي ساعاتٍ وساعات، اعمل على رسم فكرةٍ ما أو تلوين أخرى، إنها متعة ملامسة القلم والريشة، الورق والألوان... ولكن هذا الأمر يختلف مع الحاسوب، فأنت تدرك ان الرسم سيكون رقمياً في نهاية المطاف، لهذا أفضل استخدام هذه التقنية في أغلب الأحيان، حينما أعمل على دراسة شخصيات فيلم كرتوني، ففي هذه الأيام على سبيل المثال، أقوم بتحضير دراسة من هذا النوع لصالح شركة إنتاج رسوم متحركة في الولايات المتحدة الأمريكية، وهنا يصبح استخدام التقنية الحديثة عبر الحاسوب، وبالتحديد بواسطة الرسم مباشرة على الشاشة، عاملاً مساعداً لإنهاء الرسوم بوقتٍ أسرع، وإرسالها عبر الإنترنت فيما بعد للاطلاع عليها وتقييمها من قبل المخرج، فإن طُلب منك أي تعديل، فلن يزعجك الأمر كما هو الحال مع الرسم اليدوي، لأنك لن تضطر لتعديل الرسم الأصلي، ففي الحاسوب، الخطوط والألوان رقمية ويمكنك تعديلها وقت ما تشاء».

الى أين ستأخذنا يا جون بابتيست مونج؟

قد يكون هذا هو السؤال الأول الذي يتبادر إلى ذهنك، وأنت تتأمل أحد رسومه، منبهراً بالتفاصيل الدقيقة التي نشرت هنا وهناك، أو بأسلوب التلوين الذي قد يصل أحياناً لمعالجة أدق التفاصيل، كمسامات الجلد وتجاعيد الوجه مثلاً... وإن كنت من محبي الخيال العلمي، فستجد ما تبحث عنه أيضاً، فتلك المخلوقات الغريبة والأقزام المتنوعة والجنيات، هي من تلعب أدوار البطولة في هذا العالم الساحر والغريب، المشيد بواسطة أقلام الرصاص، الألوان المائية والخشبية، والقليل من ألوان الأكريليك والغواش.

إنه شيء جميل ورائع أن تشاهد كيف تم مزج هذه المواد، لإنتاج رسوم من هذا النوع، تسحرك بأجوائها وتجعلك تحلق في فضاء هذا الرسام المبدع، الذي أحب أن يترجم خياله لنا بهذه الطريقة، ويجذبنا إلى رسومه من النظرة الأولى.

 


 

بلال بصل

 
















الرسام مع بلال بصل