بطيخة سليمان

بطيخة سليمان

رسوم: روني سعيد

اشترى سليمان بطيخة خضراء وحملها إلى البيت، جمع أبناءه وقال لهم:

- من يعرف منكم ما لون هذه البطيخة من الداخل؟

أجاب فادي: لونها أحمر.

وقالت أخته سلمى: قد يكون لونها زهريا أو أبيض.

قال الأب: وماذا يوجد في داخلها أيضا؟

أجاب فادي وسلمى بصوت واحد: توجد بذور لونها أسود.

فرح سليمان لذكاء طفليه وقال: وماذا يوجد داخل البذور؟

قال فادي: يوجد لبّ البذرة، ولونه أبيض.

وكم بذرة توجد في البطيخة؟

قالت سلمى: مئات البذور.

ابتسم سليمان قائلا: وإذا زرعنا البذرة وسقيناها، ماذا يحصل؟

تصبح نبتة، لا تلبث أن تزهر، ثم ينعقد الزهر ويصبح ثمرات بطيخ صغير، تكبر وتكبر وتصبح بطيخة مثل التي نراها الآن أمامنا، لونها أحمر وطعمها حلو شهي، يشتريها والدنا ويحملها إلى البيت.

ثم تناول فادي السكين وأراد شق البطيخة، لكن أباه منعه من ذلك قائلا: قد تجرح يدك، يا فادي، دعني أشق البطيخة بنفسي.

وافق فادي فأخذ والده السكين وشق البطيخة فإذا هي حمراء حمراء.

تذوّقها فادي، وقال:

- ما أعذب طعمها، يا والدي، إنها شهية ولذيذة!

ثم أخذ بذرة وزرعها في الحديقة، ولايزال ينتظر الصيف القادم.

 


 

نبيهة الحلبي