أحمقٌ أم محتالٌ؟

أحمقٌ أم محتالٌ؟

رسوم: أحمد الخطيب

طلعت الشمسُ من وراءِ الجبلِ، وكان الثعلبُ لايزالُ نائمًا.

أما العصفورُ، فلم يكدْ يرى الشمسَ، حتى شرع بالزقزقةِ، وأخذ صوتُهُ يعلو شيئًا فشيئًا.

استيقظ الثعلبُ على صوتِ العصفورِ، وصاح به: كفّ عن الزعيقِ! لقد أيقظتني من أجملِ الأحلامِ.

قال العصفورُ: وما هذا الحلمُ الجميل الذي أيقظتك منه؟

قال الثعلب: كنت قد تسللتُ في منامي إلى القريةِ المجاورةِ، واختطفتُ دجاجةً وهربتُ بها.

وكنت على وشكِ أن ألتهمها، عندما دوّى في أذني صياحُك المزعجُ فأيقظتني!

قال العصفورُ: أنا آسفٌ لما حدث لك.

قال الثعلبُ: هل تستطيع أن تصمت.. سأحاول أن أغفو من جديدٍ لعلّي أستطيع الإمساك بالدجاجةِ مرة أخرى.

قال العصفورُ: حاول أن تمسكها بسرعةٍ، فأنا لا أستطيعُ أن أتوقّف وقتًا طويلاً عن الغناءِ.

وصمتَ العصفورُ على غُصنِهِ، وعاد الثعلبُ إلى نومِهِ.

طال نومُ الثعلبِ، ولم يعد باستطاعة العصفور أن يُمسك نفسَه عن التغريدِ، فأخذ يغرّدُ بصوتٍ عالٍ.. عندها هبّ الثعلبُ من نومِهِ مذعورًا، وقفزَ قفزةً كبيرةً، وانطلق يعدو.

تبعه العصفورُ وسأله: ما بك؟ ماذا حدث لك؟

قال الثعلبُ وهو يفركُ عينيه: أشكرك لأنك أيقظتني؟

قال العصفورُ: علام تشكرني؟

قال الثعلبُ: رأيت في نومي هذه المرة أن القرويين يلاحقونني بسبب اختطافي للدجاجة في نومي السابق! وقد استطاعوا بمساعدةِ الكلاب الظفرَ بي. وكنتُ في اللحظةِ التي أيقظتني فيها على وشكِ أن أتلقّى ضربةً مميتةً من عصا أحدهم. وكانت الكلابُ توشك أن تمزّقني إربًا. ضحك العصفورُ من كلامِ الثعلبِ، وقال وهو يعودُ إلى غصنِه: لا أعرف إن كان هذا الثعلب أحمق أم محتالاً؟!

 


 

حسن عبدالله