قصة اللاعب «علي» مع الربو

قصة اللاعب «علي» مع الربو

علي طفلٌ في السادسةِ من عمرِهِ، يعشق لعبةَ كرة القدمِ، يذهبُ إلى نادي برشلونة كلَّ يوم ليتدرّب، ويحلم بأن يكون لاعبَ كرة قدم محترفًا عندما يكبر، يحرص على حضورِ تدريباتِه اليوميةِ، وعندما يرجعُ إلى المنزلِ بعد التدريبِ يظل يلعبُ بالكرةِ ويركلها باتجاه الحائط لترجعَ إليه إلى أن يحين موعد العشاء. غرفته مليئة بصورِ اللاعبين وصور ناديه المفضل «برشلونة». يحلم بأن يصل إلى مرحلةِ الاحترافِ فيكون لاعبًا مهنته الوحيدة هي لعب الكرة ويصرّ على أنها عشقه الوحيد، وأنها ليست مجرد هواية، بل مهنة يود أن يعمل بها في المستقبل.

وفي يومٍ من الأيامِ ذهب علي إلى نادي برشلونة ليتمرّن، بدأ بالجري حول الملعبِ، وما أن أتم دورتَه الأخيرةِ حول الملعبِ حتى شعر بإحساسٍ غريبٍ لم يشعر به من قبل. فقد شعر بثقلٍ في صدرِه وصعوبة في التنفسِ، وأثناء ذلك كان يسمع صوتَ صفير عند التنفس، توقف عن الجري وذهب إلى مكانِ الاستراحةِ فألقى بنفسِهِ على الأرضِ ليرتاح، يتنفس بسرعةٍ على أمل أن تكون تلك الحالة نوبة مؤقتة وتذهب من تلقاء نفسِها، ولكن مرّت عشر دقائق ولم يشعر بأي تحسّن، فذهب ليجرّبَ الركض مرةً أخرى لعلها تذهب، لكن الحالةَ كانت تزدادُ سوءًا، فوقف في مكانِهِ، وأتى إليه المدرّبُ مسرعًا:

المدرب: علي.. ما بك؟

علي: لا أعرف يا أستاذ.. إنني أشعر بضيق تنفس.

المدرب: ربما عليك أن ترتاح قليلاً، اتصل بوالدتك لتأخذَك إلى الطبيبِ.

اتصل علي بأمِهِ فأتت مسرعةً لتأخذه، وذهبا إلى الطبيبِ الذي فاجأهما بكلامِه ليخبرهما بأن علي مصاب بالربو، وهو مرض مزمن، قد يكون وراثيًا وأعراضه ضيق التنفس، وهنا كانت الصاعقة التي سقطت على رأسيهما.

فقال علي: هل سأحرم من لعبتي المفضلة؟

هل سأحرم من أن أكون لاعبًا محترفًا؟

خرج من العيادة وهو حزين، وكذلك أمه لأنها تعلم بمدى حبه لكرة القدم وحرصه على التمرين.

دخلا إلى المنزل ليفاجآ بمكالمة من المدرب يسأل بها عن علي، فأخبرته أمه بما قاله الطبيب، وفجأة ابتسمت أمه وأشارت إلى علي بيدها، ولكنه لم يفهم السبب، انتهت المكالمة والتفت علي إلى أمِهِ:

الأم: لقد أخبرني المدرب بأن الربو أمر عادي ولن يمنعك من أن تكون لاعبًا محترفًا، فقط عليك الحرص على أخذ العلاج الوقائي حتى تتمكن من تحقيق حلمك.

كان علي يقفز من شدة الفرحِ، فلن يقف الربو في طريقه وسيصبح لاعبًا مشهورًا.

 


 

نوف المضف