العالم يتقدم.. السر الغامض.. للقمر «فوبوس»

العالم يتقدم.. السر الغامض.. للقمر «فوبوس»

يمتلئ قمر المريخ «فوبوس» ويعني الخوف بالفوهات كما أنه يتميز بالوعورة الشديدة ويبعد مداره عن كوكب المريخ بحوالى 6000 كيلومتر فقط، ويبلغ طوله نحو 27 كيلومتراً. وحسب دراسة حديثة فإن القمر «فوبوس»، خفيف الوزن للغاية، ولهذا فقد اعتقد علماء الفلك أن هذا القمر ربما لا يكون جسماً غير أجوف، ولعل ثلاثين بالمئة من باطنه مفرغ. ولكن هذا لا يعني أن «فوبوس» عبارة عن هيكل مجوف.

و«فوبوس» هو أكبر قمري المريخ ويطلق على القمر الآخر «ديموس» أي الرعب وهناك عدة نظريات حاولت تفسير أصل القمر «فوبوس» وكيف أصبح تابعاً لكوكب المريخ. وقالت إحدى هذه النظريات إن «فوبوس» كان كويكباً من بين الآلاف التي تدور بين مداري المريخ والمشتري ولكنه عندما اقترب من كوكب المريخ كثيراً، اقتنصه هذا الكوكب ليصبح قمراً له. وتقول نظرية أخرى إن القمر «فوبوس» تكوّن من قطع الصخور التي انطلقت من سطح كوكب المريخ، عندما اصطدم به جسم فضائي هائل.

  • المركبة الفضائية «إكسبريس المريخ»

تمكن الخبراء من دراسة القمر «فوبوس» بدقة بالغة، بفضل المركبة الفضائية «إكسبريس المريخ»، التي أطلقتها وكالة الفضاء الأوربية في عام 2003، وأصبحت تدور في الوقت الحالي حول كوكب المريخ وقمريه، وكانت قد اقتربت كثيراً من القمر «فوبوس» في مارس 2010، وتمكنت من دراسة كل تفاصيل تضاريسه. وأراد علماء الفلك أن يتعرفوا على كثافة القمر «فوبوس». والكثافة هي مقاس لمدى اقتراب الذرات في المادة بعضها من بعض. وإذا كان هناك جسمان لهما نفس الحجم، ولكن كثافتهما مختلفة، فإن الجسم الأكثر كثافة سيكون ذا كتلة أكبر، ويعني هذا أنه أكثر ثقلاً. ويمكن التوصل إلى الكثافة بقسمة الكتلة على الحجم. وحيث إن العلماء قد توصلوا من قبل إلى معرفة حجم «فوبوس»، فإنه لم يتبق أمامهم سوى معرفة كتلته، حتى يقدروا كثافته.

  • «فوبوس».. كويكب شارد

بدأ العلماء في القيام بقياسات للتوصل إلى «فوبوس»، عن طريق دراسة قوة جاذبية هذا القمر. والجاذبية هي قوة تشد أي جسم له كتلة إلى جسم آخر له كتلة. وكلما زادت كتلة هذا الجسم كانت قوة جاذبيته أشد.

وعلى سبيل المثال فإن جسماً ضخماً مثل كوكب الأرض له كتلة هائلة، تكون جاذبيته من القوة بحيث تشد الناس إلى سطح الكوكب، وتجعل القمر يدور في مدار حوله.

وعندما كانت المركبة الفضائية «إكسبريس مارس» تدور بالقرب من القمر «فوبوس»، قامت جاذبيته بشد المركبة إليه. وبدراسة التغيرات التي طرأت على حركة المركبة الفضائية «إكسبريس مارس»، استطاع العلماء أن يقدروا قوة جاذبية «فوبوس». وعندما يتوصلون إليها، فإن بمقدورهم أن يتعرفوا على كتلته.

ووجد العلماء أن كثافة القمر «فوبوس» نحو 1.87 جرام لكل سنتيمتر مكعب. بينما كانت كثافة الصخور فوق سطح المريخ حوالى 3 جرامات لكل سنتيمتر مكعب، أي أنها أكثر كثافة. وأوضح هذا الفرق في الكثافة، أن «فوبوس» لم يتكون من الصخور المتطايرة من سطح كوكب المريخ، عندما اصطدم به جسم فضائي هائل.

وبقياس كثافة بعض الكويكبات، اتضح أن كثافتها حوالى 1.87 جرام لكل سنتيمتر مكعب، ولهذا تأكد كثير من العلماء أن «فوبوس» كان كويكباً شارداً، ولكنه عندما اقترب من المريخ، استطاع هذا الكوكب بجاذبيته القوية أن يجعله يدور حوله، ويصبح قمراً تابعاً له.

 


 

إعداد: رءوف وصفى