العالم يتقدم.. الإضاءة تصبح رقمية.. إعداد: رؤوف وصفي

العالم يتقدم.. الإضاءة تصبح رقمية.. إعداد: رؤوف وصفي

الحاسوب.. يغير حياتنا

لقد غيرت الحواسيب (الكمبيوترات) حياتنا بشكل كامل، لدرجة أنه من الصعب على الإنسان أن يتذكر كيف كانت حياته قبل اختراع الحواسيب وظهور العصر الرقمي الذي يعتمد عليها. ومنذ بضعة عقود فقط كان الناس يستخدمون الآلات الكاتبة للطباعة، وكانت الآلات الحاسبة تحل المسائل الرياضية والمالية. ولم يكن بمقدورك وقتئذ أن تتصفح شبكة الإنترنت، لكي تعثر بسرعة على أي معلومات تخطر على بالك. والحقيقة أن الحواسيب غيرت ذلك كله، وفي كل المجالات.
الإضاءة.. بالحاسوب
من أهم أجزاء الحاسوب ما يطلق عليه «الرقاقات الإلكترونية» وهي شرائح صغيرة من مادة «شبه موصلة» مثل السليكون، وتستخدم كذاكرة للحاسوب. وأشباه الموصلات هي مواد صلبة، يمكنها نقل تيار كهربائي، ولكن بخلاف أسلاك النحاس، يمكنها وقف مرور التيار الكهربي بها. وقد استخدمت نفس هذه التقنية، لاختراع وسائل إضاءة رقمية حديثة، سوف تحدث ثورة فى الإضاءة. ولعل أهم هذه الوسائل المتطورة:
- الصمامات الثنائية المطلقة للضوء.
- الصمامات الثنائية العضوية المطلقة للضوء.
والصمام الثنائي عبارة عن صمام إلكتروني يشبه رقاقة الكمبيوتر، ويحتوي على «كاثود» (قطب سالب) و«آنود» (قطب موجب). وكلا النوعين يتكون من طبقتين: واحدة مشحونة بشحنة سالبة وواحدة مشحونة بشحنة موجبة. وعندما يمر التيار الكهربائى في الصمام الثنائي، فإنه يثير الجسيمات سالبة الشحنة (أي الإلكترونات)، في إحدى الطبقتين ويعمل على سقوطها في حفر بالطبقة الثانية. والطاقة المنطلقة في عملية السقوط تشع في صورة ضوء قوي.
الإضاءة.. الحالية والمستقبلية
إننا لا نفكر كثيراً عندما نضغط على مفتاح الإضاءة، في أن المصابيح الكهربائية العادية تستفيد فقط من حوالـي 5 % من طاقة الكهرباء التي تسري فيها للإضاءة، والباقي يتبدد كحرارة. أما الصمامات الثنائية المطلقة للضوء فإنها تستفيد من التيار الكهربائي بنحو 40 %، بالإضافة إلى أنها أطول عمراً، ويتم تغليفها بالبلاستيك وليس الزجاج، وهكذا تكون غير قابلة للكسر.
وقد تتساءل: ما الفرق بين الصمامات الثنائية المطلقة للضوء، والصمامات الثنائية العضوية المطلقة للضوء؟ تسألني فأجبك. إن الصمامات الثنائية المطلقة للضوء تتكون أساساً من مادة السليكون، وتنتج في درجات حرارة عالية للغاية تصل إلى 540 درجة مئوية ويتكلف ذلك مالاً كثيراً. أما الصمامات الثنائية العضوية المطلقة للضوء، فهي تتكون أساساً من الكربون، ويمكن صنعها عند درجة حرارة منخفضة، وهذا يوفر كثيراً، كما أن لهذه الصمامات الثنائية العضوية، طبقات مختلفة تطلق ألواناً متعددة.
استخدامات.. مثيرة
تستخدم الصمامات الثنائية المطلقة للضوء في إشارات المرور وفي شاشات العرض للهواتف الجوالة وكذلك في إضاءة الجسور بالألوان ليلاً. ويقوم المصممون حالياً بتطوير طرق جديدة لاستخدام الصمامات الثنائية المطلقة للضوء في البناء، فعلى سبيل المثال، تألق الضوء من أرضية الغرفة أو من الحائط. تخيل أنه يمكنك أن تضغط على زر لتغيير لون الضوء الساطع فيها، باللون الأحمر أو الأخضر أو الأزرق أو غير ذلك من الألوان.
ويقوم العلماء بتصميم عدسات خاصة تستخدم جسيمات في الصمامات الثنائية بحجم ذرات الغبار لعرض المعلومات. وذلك عن طريق ابتكار عدسات لاصقة مستقبلية، يمكنها الإحساس بالتغيرات في جسمك مثل المرض وإبلاغك بذلك في ركن العدسة التي ترتديها.
وهناك تصميمات عديدة لتلفاز يعمل بصمامات ثنائية عضوية، ويكون عرض شاشته 11 بوصة، وهي رفيعة للغاية إذ لا يزيد سمكها على 3 ملليمترات، وهو يستخدم 60 % فقط من الطاقة التي تستخدمها التلفازات الأخرى رفيعة الشاشة، أي أنه موفر للطاقة، كما أن الصور التي يعرضها والألوان، أفضل من أي تلفاز آخر.
 

 
 
 
 
 
 

رؤوف وصفي