رسوم: سمير عيدالمنعم

جميعنا يعلم أن هناك بعض الألوان التي تنتج عن خلط لونين أو أكثر معا، فاللون الأخضر يتكون من خلط لونين هما الأزرق والأصفر، وكذلك اللون البرتقالي الذي ينتج من خلط اللونين الأحمر والأصفر معا، لكن اختلاط الألوان ليس حتميا بالضرورة ما لم تتوافر الظروف المناسبة لذلك، لذا تخيل معي تلك الدهشة التي ستعلو وجه أصدقائك عندما يتلامس لونان ما ولا يختلطان.

قم بإحضار بعض الأدوات البسيطة المتوافرة بمنزلك، مثل كوب به ماء بارد تكون قد احتفظت به قبلا في الثلاجة، وكوب مماثل له به ماء ساخن، وبعض الألوان الصناعية أو الغذائية التي تستخدمها والدتك غالبا عند إعداد الأطعمة والتي تتوافر على صورة قطرات، وقطعة متوسطة من الورق المقوى.

قم بوضع بعض قطرات اللون الأصفر داخل كوب المياه الباردة، وتأكد من ذوبانه وتحول المياه للون الأصفر، قم أيضا بوضع بعض قطرات اللون الأزرق داخل كوب المياه الساخنة، وتأكد من ذوبانه وتحول المياه إلى اللون الأزرق. الآن، قم بوضع قطعة الورق المقوى علي فوهة كوب الماء البارد ذي اللون الأصفر، ثم قم بقلب الكوب لكي يعلو كوب الماء الساخن ذو اللون الأزرق، قم بسحب قطعة الورق المقوى برفق، حتى يمتزج خليط اللونين الأصفر والأزرق مكونين اللون الأخضر. يعد ذلك تطبيقا بسيطا لامتزاج الألوان.

الآن استعد لإثارة دهشة أصدقائك، قم بإعادة التجربة السابقة مرة أخرى، ولكن اجعل كوب الماء الساخن ذا اللون الأزرق يعلو كوب الماء البارد ذا اللون الأصفر، الآن، قم بسحب بطاقة الورق المقوى برفق. تلاحظ عدم امتزاج اللونين كما هو معتاد، حيث يظل اللون الأزرق يعلو اللون الأصفر وتتكون طبقة رقيقة فقط من اللون الأخضر تفصل بينهما.

تفسير ذلك، أن ذرات الماء البارد تكون متقاربة مع بعضها، أكثر بكثير من ذرات الماء الساخن التي تم التأثير عليها بالحرارة فتباعدت المسافات بينها، لذلك فإن ذرات الماء الساخن سمحت في الحالة الأولى بتخلل ذرات الماء البارد بينها فامتزج الخليط، في حين لم يحدث ذلك في الحالة الثانية حيث لا يوجد مكان بين ذرات الماء البارد لاستيعاب ذرات الماء الساخن، كما أن الماء الساخن أخف بكثير من الماء البارد مما يسمح له بأن يظل طافيا على الماء البارد دون أن ينزل لأسفل، لذا فإن اللونين يظلان منفصلين كما هما عليه.

فصل الملح عن الفلفل

قم ببعثرة بعض الملح الأبيض الخشن على المائدة، ثم اخلط معه بعضا من الفلفل الأسود المطحون، واطلب من أحد أصدقائك فصلها مرة أخرى. عندما يحتار ذلك الصديق، قم بإحضار ملعقة من البلاستيك، ثم دلكها في اتجاه واحد عدة مرات بقطعة من قماش الصوف، قرب الملعقة تدريجيا من الخليط، تتطاير ذرات الفلفل الأسود ملتصقة بالملعقة. الآن استطعت فصل الملح عن الفلفل.

لقد اكتسبت الملعقة البلاستيكية شحنة كهربية عند تدليكها عدة مرات بقطعة الصوف، وعندما قمت بتقريبها من الخليط، قامت تلك الشحنة بجذب ذرات الفلفل الأخف وزنا من الملح الخشن، أما إذا أردت أن تلتقط الملعقة ذرات الملح، قم بتقريبها أكثر من الخليط.