أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء
        

          مع حلول شهر مارس من كل عام، يبدأ التساؤل بين الكثيرين من الأبناء الأعزاء: ماذا يميز هذا الشهر عن غيره من الشهور؟

          سيربط بعض الأبناء الأعزاء بين هذا الشهر، والاحتفال خلاله بعيد الأم، ويتذكر وصية نبينا صلوات الله وسلامه عليه، وهو يوصينا بالأم، وببر الوالدين. وكثيرون سيعدونه مناسبة لاختيار هدية لائقة بالسيدة التي وهبت عمرها لتربية أولادها. وقد يختار البعض، إضافة للأم، أن يكرّم معلمته في المدرسة، فهي تواصل مهمة الأم في التربية، والتعليم.

          وهناك قسمٌ من الأبناء الأعزاء يرى في شهر مارس ذلك الانتقال الطيب بين فصول السنة، من الشتاء، بأيامه الباردة، ولياليه القارسة، إلى الربيع  باعتدال جوه، وطيب مناخه، وتفتح الزهور في حدائقه. وبعض الشعوب تجعل من قدوم شهر مارس مناسبة لبداية عام جديد.

          ولا يمكننا أن نذكر شهر مارس دون أن نشير لقسم ثالث من الأبناء الأعزاء يرى في هذا الشهر بداية العد التنازلي لاختبارات نهاية السنة، التي تكلل بالنجاح جهد عام كامل من التحصيل العلمي والجهد في المذاكرة ومراجعة الدروس. ولذلك يكرس الوقت معظمه لكتبه المدرسية ودروسه التعليمية.

          لا أطلب من أبنائي الأعزاء الاختيار من بين كل قسم اختاره بعضهم، بل أتمنى أن يروا في هذا الشهر كل الوجوه معًا.

          أتمنى منكم أن تحتفلوا بالأم، التي تربّي في البيت والمدرسة، وأن تحتفلوا بالربيع، الذي يزهر في البساتين والحقول، وأن تحتفلوا بالدراسة التي تؤهلكم لمستقبل واعد بإذن الله.

          هكذا يكون شهر مارس لهذا العام شهرًا مختلفاً عن باقي الشهور، تعزّزه المحبة وتضيئه البهجة بين البشر، والطبيعة، والعلم.

 


 

سليمان العسكري   

 




صورة الغلاف