الإسلام حضارة.. الموسيقى عند العرب.. فريد أبوسعدة

الإسلام حضارة.. الموسيقى عند العرب.. فريد أبوسعدة
        

رسم: محمد أبوطالب

زرياب (أبو الحسن علي بن نافع)

          كان مولى الخليفة العباسي «المهدي».

          واسم زرياب يعني: طير أسود اللون عذب التغريد، ولما كان أبو الحسن عذب الصوت وأسود اللون، لقب بزرياب.

          نشأ زرياب في بغداد وكان تلميذاً لإسحق الموصلي أكبر المغنين فى زمانه.

          توجه زرياب بعد اشتهاره فى بغداد إلى الأندلس، وما إن سمعه الخليفة عبدالرحمن الثاني هناك حتى شغف به.

          اشتهر زرياب في الأندلس وأسس بها مدرسة للغناء وللموسيقى تعتبر أول مدرسة لتعليم الموسيقى والغناء وأساليبها وقواعدها.

          وقد أدخل زرياب على فن الغناء والموسيقى في الأندلس تحسينات كثيرة أهمها أنه زاد في أوتار عوده وتراً خامساً اختراعاً منه، إذ لم يزل العودُ بأربعة أوتار على الصنعة القديمة، فزاد عليها وتراً آخر متوسطاً.

          وابتكر الموشح وأدخل في الموسيقى مقامات كثيرة لم تكن معروفة قبله. وهو الذي اخترع مضراب العود من قوادم النسر، بدلاً من مرهف الخشب. كما كان أول من افتتح الغناء بالنشيد قبل البدء بالنقر، وأول من وضع قواعد لتعليم الغناء للمبتدئين.

          لقد نقل زرياب من بغداد إلى الأندلس طريقتين في الغناء والموسيقى هما:

          طريقة الغناء على أصول النوبة ومنها جاء الموشح  وطريقة تطابق الإيقاع الغنائي مع الإيقاع الشعري.

          ويعدُّ زرياب ضمن أهم علماء وفلاسفة الموسيقى الذين كتبوا رسائل ونظريات عميقة عن آلة العود:  الكندي وابن سينا والفارابي وزرياب.

          وبفضل جهودهم، تطور العود من ناحية الشكل والمواد المستخدمة في صناعته والمقاييس الخاصة به وطول وعدد أوتاره.

  • العود

          ولفظ «العود» عربي معناه الخشب، وهو آلة شرقية عرفت في الممالك القديمة.

          وهناك أقوال كثيرة في اختراع العود، فمنهم من قال اخترعه «لامك بن آدم عليه السلام» ومنهم من قال بل صنعه «نوح عليه السلام» وفُقد اثناء الطوفان، وقيل أول من صنعه «جمشيد» ملك الفرس وأسماه «البربط»، وقالوا استخرجه داوود عليه السلام وضرب به، وأن عوده ظل بعد وفاته معلقاً ببيت المقدس إلى حين تخريب القدس على يدي نبوخذ نصر.

  • زخارف العود

          وقد تنبه الأوربيون إلى آلة العود، بفضل الحضارة العربية فى الأندلس، فنقلوه وطوّروه، بل وصنعوا آلات وترية أخرى مَدينة لـ «العود»، أو ترتد في أصلها إلى هذه الآلة العربية الجميلة وصفوة القول أن زرياب لم ينقل إلى المجتمع الأندلسي فنون الموسيقى وضروب الغناء فقط، وإنما نقل إليه أوجه الحياة الحضارية التي كان المشارقة ينعمون بها، فكان بذلك من أهم عوامل التواصل بين مشرق العالم الإسلامي ومغربه في ذلك العصر.

          توفي زرياب في قرطبة العام 230 هـ الموافق 845 م.

 


 

فريد أبوسعدة