الرَّبِيع

الرَّبِيع
        

هَذَا رَبِيْعٌ، فَرِحَتْ بهِ الحياةُ والأفكارْ
تُدَنْدِنُ الأزهارُ
تَسْتوي الثِّمَارْ
وتمرحُ الورودُ ..
تَرقُصُ الحِجَارْ
يَجِيئُنَا .. شمُّ النَّسِيم
(مِنْ أَقْدمِ الأعيادِ في البِلادْ)
فَنَحْتَفِي بهِ
نُلَوِّنُ الكثيرَ مِنْ بيضِ الدَّجَاجْ
نُوزِّعُ الألوانَ للَّذي يُحبُّهَا
أَبِي يُحِبُّ زُرْقَةَ السَّمَاء
أُمِّي تُحِبُّ خُضْرَةَ المَزَارِعْ
أَخِي يُريدُ بَيْضَهُ
بِلَوْنِ سِرواله الجَدِيدْ
أُخْتِي تُرَصِّعُ القشورَ بالفَرَاشِ والورُودْ
أمَّا أَنَا ..
أُريدُ لَوْنَ الفَجْرِ، لَوْنَ البَحْرِ، لَوْنَ الحُبِّ
في صَبَاحِنَا السَّعِيد
وَتَسْطَعُ الشموس
ويخرجُ الناسُ إلى الحدائقِِ الغَنَّاءْ
إلى القَنَاطِرِ، السِّدُود
إلى البَحَارِ والحقُول
يَقْضُونَ يَوْمَهُم ..
مع الجَمَالِ والخُلُود
فترتوي العيونُ بالألوانْ
وتَنْتَشِي النفُوسُ بالرَّيْحَان
نَلْبَسُ عُقْدَ الفُلِّ،
طَوْقَ اليَاسَمِينْ
تُزَقْزِقُ الطيورُ
في رَوَاحِها المَيْمُونْ
وفي غُدُوِّهَا الأمَينْ
وتصبحُ المدينةْ
حديقةً كبيرَة

 


 

أحمد فضل شبلول