أدباء الغد

أدباء الغد
        

الأمانةُ

          في أحدِ الأسواقِ الشعبيةِ المزدحمةِ أمطرت السماءُ مطراً غزيراً، فتفرّق الناسُ مسرعين، مما أدى إلى سقوطِ بعضهم، ومنهم امرأة مسنّة وقعت على الأرضِ فوقعت منها محفظتها، ثم قامت وعادت إلى منزِلِها، وهناك عرفت أنها فقدت محفظتها، فأخذت تبحثُ عنها، وبعد توقف المطر، خرج طفلٌ صغيرٌ يتيم الأبوين، يعيشُ مع جدّه ليبيع الحليبَ، فوجد المحفظةَ مرميةً في أرضِ السوقِ، وقد اتّسخت بالترابِ والمطرِ، فأخذها وفتحها، فوجد فيها أشياءً ثمينةً، وكانت هناك امرأةً تراقبه عن بعد، فاتجه مسرعاً إلى قسمِ الشرطةِ، وهناك أخبرهم بما وجد، فشكروه وأخذوا عنوانَه، ثم عاد إلى الكوخِ، ولم يبع الحليبَ، فقصّ على جدِّهِ ما حدثَ، فابتسمَ جدّه وحضنَه، وفي تلك الأثناءِ، دخلت المرأةُ التي كانت تراقب الولدَ، وقالت: لقد أضعتَ المحفظةَ، فطلبَ منها الشرطي أن تقولَ لهم ما بداخل المحفظة، لكنها تلعثمت وأمرَ الشرطي بحبسِها. ثم بعد ساعات، حضرت المرأةَ المسنةَ ودخلت مركزَ الشرطةَ وقالت: لقد أضعت محفظةً فيها أشياء ثمينة، فطلب منها الشرطيُ أن تذكرَ ما بداخلِ المحفظة، فقالت إن فيها كذا وكذا، وتأكد الشرطي أن كلامَها صحيحٌ، فأعطاها المحفظةَ، وقالت له: مَن الذي وجدها؟ فقال لها: إنه ولدٌ صغيرٌ ويتيمٌ، ويسكن في أحدِ الأحياءِ الفقيرةِ، فطلبَت منه العنوانَ لتشكرَه على عملِهِ الأمينِ، ثم ذهبت إلى العنوانِ، فوجدت الطفلَ وقالت له إني أشكرك كثيراً على أمانتك، وحضنته وأعطت له مكافأةً كبيرةً.

عبدالرحمن أحمد محمد المجيدي - اليمن

الصياد العجوز

          كان هناك صياد عجوزٌ في يدِهِ سنارةٌ كبيرةٌ، اصطاد سمكةً كبيرةً ورجع البيت فرحان، وعندما أخذت زوجتُهُ تجهّز السمكةَ لطبخِها، وجدت الزوجةُ في بطنِ السمكةِ عملةً ذهبيةً جميلةً وقديمةً، فرح الصيادُ جداً، وذهب للأميرِ يوم عرسه لإهدائِهِ العملةَ الذهبيةَ، فرح الأميرُ جداً بالعملةِ، وشكرَ الصيادَ، وأمر بإعطائِهِ مركباً صغيراً وشبكة ليصطادَ بهما، أخذ الصيادُ العجوزُ يعمل ويحلم بأن يتكرّر معه هذا الأمر حتى يتمكن من لقاءِ الأميرِ مرة أخرى، فاجأ الأميرُ الصيادَ بأن زاره في بيتِهِ وسأله لماذا لا تأتي لي في القصرِ، إنني أحببتك لكفاحِك في عملِك، أرجو أن تزورني مرةً كل شهرٍ حتى أطمئن عليك.

سارة علي حسن - مصر