أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

لابد أن العديد منكم يعرفون تلك اللعبة المسلية «ورقة - حجر - مقص». إنها مسلية لا تكلف شيئا، ولا تحتاج إلا إلى مهارة رد الفعل المناسب عند سماع أي أمر. ويجب أن يعرف اللاعب أن المقص يتفوق على الورقة لأنه يقصها، بينما تتفوق الورقة على الحجر لأنها تستطيع أن تحيط به، ويتفوق الحجر على المقص الذي لا يستطيع أن يقطعه. وتدل اللعبة بالرغم من بساطتها على الفطنة التي يتمتع بها العقل البشري واستطاعته التكيف مع المشكلات المختلفة. الجديد أن الإنسان الآلي دخل منافساً للبشري في هذه اللعبة، فقد توصل العلماء إلى سلالة آلية جديدة أطلقوا على الجهاز الخاص بها اسم «بيرتي» يمكنه التحكم في أصابعه ببراعة تقارب الإنسان، ويكيف عقله الآلي مع تغير الموقف، هذه الآلة الجديدة ذكّرت الجميع بنوع مبكر كان يدعى «الأزرق العميق» تمكن من هزيمة بطل العالم في الشطرنج جاري كاسباروف في العام 1997، ولكنه لم يكن يمتلك مهارة الأصبع التي تمتلكها الآلة الجديدة، ولم يكن يستطيع الكلام. ويمكن لأي طفل أن يلعب مع هذا الإنسان الآلي بواسطة ارتداء قفاز صغير ليحدث التواصل بينهما. إنها تقنية جديدة ستمكن البشرية من استخدام هذه الآلات في القيام بالعديد من الأعمال التي تتطلب مهارات الأصابع التي كان الإنسان وحده قادراً عليها مثل الفك والتركيب وإعادة صنع أشكال جديدة من الأشياء القديمة. وهذا الأمر يقف بنا على أعتاب عصر جديد فيما يسمى بالذكاء الاصطناعي. فهل يمكن أن يرتقي الذكاء الذي تكتسبه الآلة إلى الذكاء الذي يتمتع به الإنسان والذي هو هبة من هبات الله؟ هذا هو سؤال المستقبل.

 


 

سليمان العسكري

 




صورة الغلاف